وزيرة الثقافة تعلن رفع التجميد عن عدد من مشاريع القطاع

الجزائر/ واج

أكدت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة من ولاية تبسة، أنّ الوزارة تسعى للاهتمام أكثر بالمواقع الأثرية التي تزخر بها البلاد، حتى تساهم في التنمية المحلية وتحقيق مداخيل أخرى للبلديات، حاثة على ضرورة حماية آثار مدينة بئر العاتر، وفتح المتاحف ومواقع المعالم ودور الثقافة طيلة اليوم وحتى بعد أوقات العمل، لاستقبال الزوار، وتعريف الشباب بالكم الهائل من المعالم الأثرية، ولتكون أيضا متنفسا للعائلات.

أكّدت الوزيرة أنّ رفع التجميد سيوجَّه كأولوية للمناطق المهمشة والمعزولة ثقافيا وإعادة إحياء النشاطات السينمائية بها، داعية المستثمرين الخواص ورجال الأعمال إلى استغلال الإرث الأثري الذي تحوز عليه تبسة، وجعل المنطقة سياحية بامتياز، مضيفة أنّ دور الإعلام الثقافي هو تثمين وإبراز المواقع الأثرية التي تحوز عليها مناطق الجزائر، والترويج لها لتوظيفها سياحيا.

ووقفت الوزيرة في زيارتها هذه التي دامت يومين، على أهم المواقع السياحية التي تزخر بها ولاية تبسة، منها موقع «لابازيليك» بالكنيسة، الذي أكّدت موافقتها المبدئية لرفع التجميد عنه ورد الاعتبار له، مع رفع التجميد عن مشاريع أخرى تدريجيا على أن يوظّف موقع «لابازيليك» الذي صُنف الأوّل من نوعه إفريقيّا، لاحتضان مختلف النشاطات وفق برنامج مسطر من قبل الوزارة، يهدف إلى إعادة إحياء النشاطات الثقافية بالولايات المهمشة ثقافيا، قائلة إنّ مثل هذه المواقع الأثرية الهامة يجب أن يُملأ بالثقافة، وينتج الثقافة، ويصنع الثقافة ويبيع الثقافة. ثم انتقلت إلى باب كركلا التاريخي، الذي انتقدت عملية ترميمه بالإسمنت خلال سنة 2013 وتم توقيفها، حيث أمرت بإزالته وفق تقنيات خاصة وتحت رعاية المختصين في أقرب الآجال، واصفة إياه بالكارثة؛ باعتباره تشويها لمعلم حضاري تاريخي.

وعاينت الوزيرة مدرج المسرح الروماني، وأكّدت أن الآثار بتبسة تعرّف بتاريخ المنطقة الضارب في عمق الحضارات القديمة، مضيفة أن المركز الوطني للبحث في علم الآثار سيعمل على الاهتمام أكثر بالفسيفساء التي عُثر عليها مؤخرا بمنطقة نقرين بأقصى جنوب ولاية تبسة، لتصنيفها، موجهة شكرها للجمعيات المحلية والسكان، الذين ساهموا في المحافظة على الآثار والتراث الأثري باعتبارهم الأقرب إليها، مضيفة في نفس الشأن، أنّ الفسيفساء المكتشفة حديثا والمتواجدة بمتحف تبسة، سيتم ترميمها كخطوة أولى، ثم تُعرض بالمتحف أمام الزوار، لتؤكّد أنها وجّهت تعليمات للتابعين لدائرتها الوزارية والمختصين بالمركز الوطني للبحث في علم الأثار، بمتابعة ما يحدث، ولتكون نقرين منطقة للبحث المرخص عما تكتنزه الولاية من آثار، مضيفة أنّه لا يمكن الاعتماد فقط على ما يعثر عليه السكان أو ما يُكتشف بالصدفة، بل يجب أن يشرف الباحثون على مثل هذه العمليات وبشكل منظم؛ حتى تتم حمايتها وتصنيفها.

وأكدت بن دودة من بلدية الماء الأبيض، «ضرورة تثمين مختلف المواقع الأثرية وفتحها أمام الزوار». وأوضحت عند زيارتها الآثار المتبقية من المعصرة الرومانية «برزقال» ببلدية الماء الأبيض، أنّه «يتعيّن على السلطات المحلية والقائمين على قطاع الثقافة في كل ولاية، الاهتمام والعناية أكثر بمختلف المواقع الأثرية، والعمل على التعريف بها، إضافة إلى فتحها أمام المواطنين وحتى السياح؛ بهدف خلق صناعة ثقافية وسياحية”.

وحسب الشروح التي تلقتها الوزيرة بعين المكان حول هذا الموقع المتربع على مساحة تفوق 1،6 هكتار، فإنّ «منطقة برزقال كانت معروفة خلال الفترة النوميدية، بغراسة أشجار الزيتون، ليتم إنجاز معصرة بها خلال الفترة الرومانية؛ حيث كانت تقوم بعصر كمية تتراوح بين 15 و20 ألف لتر من زيت الزيتون يوميا، كان يتم تصديرها إلى روما آنذاك».

وفي سنة 2007 تم تسجيل انهيار جزئي للموقع الأثري المتواجد على الطريق الرابط بين عاصمة الولاية والمقاطعة الإدارية لبئر العاتر والتابع إقليميا لبلدية الماء الأبيض، والمسير من طرف الديوان المحلي لتسيير الممتلكات الثقافية المحمية؛ حيث تساقطت أحجار أحد أقواس المعصرة، حسب نفس الشروح.

وفي هذا الصدد، أعطت وزيرة الثقافة تعليمات للسلطات المحلية، بإعادة تركيب الأحجار وتدعيمها وفقا للصور التاريخية للمكان، مع «ضرورة المحافظة على الشكل الأصلي لهذا الموقع الأثري”. كما أوصت بغرس شجيرات زيتون بمحيط معصرة «برزقال»، لإعادة إحيائها، وبعث الروح فيها، إضافة إلى فتح أبوابها أمام الزوار للتعرف عليها. وقبل ذلك كانت وزيرة الثقافة زارت المنزل الذي عاش وترعرع فيه المفكر مالك بن نبي وسط مدينة تبسة، والذي خضع لعمليتي ترميم وتهيئة واسعتين وفقا للطابع المعماري الذي كان عليه، أشرفت عليهما مصالح الولاية.

وبعد أن جابت أرجاء المنزل المتكون من طابقين؛ السفلي منه كان مخصصا للمفكر، ويضم مكتبه الخاص، فيما يتكون الطابق العلوي من ثلاث غرف ومطبخ وحمّام، أوصت الوزيرة بـ «الإسراع في تجهيزه بمؤلفات وأرشيف المفكر بالاستعانة بالشهادات الحية لأصدقائه وأفراد عائلته، ليكون متحفا، يفتح أبوابه أمام المثقفين والمهتمين بفكر مالك بن نبي».

من نفس القسم فـنون وثـقافـة