قبائل ولاية البويرة يستنجدون بـ"أنزار رب الماء" لجلب الأمطار

الجزائر/أسماء.ب

عاد التقليد الامازيغي "انزار" إلى قرى ومداشر البويرة، و ذلك بسبب تخوف الفلاحين من الجفاف، إذ استنجد الأهالي هذه الأيام بأحد الطقوس الاسطورية على أمل هطول المطر.

وتم احياء هذا التقليد من قبل سكان مداشر اقويلال و سماش ( العجيبة) و قمقوم (الاصنام) و ايت شايب (بشلول).

و بهذا الصدد قال سي موح، احد اعيان قرية اقويلال لوكالة الأنباء الجزائرية ان "غياب المطر يثير عميق انشغالنا. فدون ماء تندثر الزراعة, و اننا في فصل الشتاء و لكن لم تهطل الأمطار بعد".

و يكتسي "أنزار" حسب التعريف الذي قدمه مؤرخون و متخصصون امثال غابرييل كامبس, في "الموسوعة البربرية", عنصرا يعزز الثروة النباتية و يرفع المحصول و يضمن نمو القطيع.

و استنادا لدراسات هذا المتخصص, يتم الاحتفال ب"أنزار" في جميع انحاء شمال افريقيا, ولكن بطرق مختلفة.

و قام سكان عدة قرى بشرق البويرة في الأيام الاخيرة باستحضار هذه العادة العتيقة للحصول على المطر في هذه الأسابيع العجاف حيث نظم سكان القرية الجبلية اقويلال يوم الجمعة الماضي هذا التقليد و احتفلوا به في جو من الفرح و الاخوة. فقد تجمع الرجال و النساء و الأطفال عند مدخل هذه القرية المعروفة بماضيها الثوري المجيد, لبعث "أنزار" لاسيما من خلال اعداد وجبات تقليدية ووجبة جماعية.

و قبل ايام معدودة, احتفلت مناطق أخرى من العجيبة بهذا التقليد على طريقتها. في القديم, كان احياء تقليد انزار يتم عبر منطقة القبائل جمعاء خلال أيام الجفاف.

وتعتبر أسطورة "بوغنجا"، أو إله الأمازيغ "أنزار"، من أبرز القصص الشعبية، التي تستعيد قصة حب الإله لفتاة من الأوراس، والزواج الذي يمنح المطر والغيث للسكان.

تخرج النسوة طلبا للمطر، عندما تشح السماء، ويشتد الحر في غير موسمه، وذلك في تجمع يسمونه "المحفل"، ومن أبرز طقوس طلب المطر، التي لازالت سائدة في الكثير من المناطق الأمازيغية بالجزائر، تزيين ملعقة كبيرة بقطع قماش زاهية الألوان، ووضعها في قدر كبير مصنوع من الطين مملوء بالماء.

بعد ذلك تشرع النساء في الغناء وترديد "يا أنزار يا صاحب الألوان البهيجة المختلفة إن العطش قد قتل الناس، ياربي أنزل الغيث".

من نفس القسم فـنون وثـقافـة