قضية "عقبة بن نافع".. مديرية الثقافة لبجاية تعتذر وتوضح..

الجزائر/أسماء.ب

نشرت مديرية الثقافة لولاية بجاية عبر صفحتها بفيسبوك، اليوم، توضيحا للرأي العام بخصوص منشور قالت إنه "أسيء فهمه" بتاريخ 03 أوت 2020م، يعود لباحث جامعي حول طقس من الطقوس الشّعبية بمسح الوجه بجلد أضحية العيد.

وأوضحت المديرية أن مقال الباحث الذي نشرته يأتي في إطار فكّ شفرات بعض الموروث الشّعبي الوطني المتوارث عبر قرون كطقوس مرتبطة بالثقافة المشتركة بين كثير من مناطق البلاد، وفي إطار البحث عن تفسيرات تاريخية وثقافية لهذه الطقوس والتي نقل فيها الباحث ما يتناقله النّاس في الروايات الشّعبية عن منابع هذه الظاهرة مستشهدا بنص تاريخي للمؤرّخ الكبير عبد الرحمان بن خلدون الّذي يروي خصومة شخصية بين قائدين عظيمين تفتخر بهما الجزائر وكل منطقة شمال إفريقيا وهما الفاتح عقبة بن نافع الفهري والأمير أكسيل (كسيلة) الّذي تثبت كلّ الوقائع التّاريخية أنه أسلم على يد أبي مهاجر دينار.

واعتبرت مديرية الثاقفة أن "هذه الخصومة المؤوّلة تأويلا سياسيا بين قائدين من نفس الدّيانة، وليس مقاومة من أكسيل لجيوش الفتح الإسلامي كما يزعم بعض المتأخّرين من المؤرّخين، بل خصومة على شاكلة ما وقع من خصومات بين الصحابة الكرام كمثل علي بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه ومعاوية بن أبي سفيان رضي اللّه عنه".

وتابع توضيح مديرية الثقافة: "إنّ هذه الخصومات ممكنة الحدوث بين فئتين من المؤمنين بدليل التلميح القرآني في كلام العزيز الجليل : " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما...".لم يكن المنشور الذي شاركناه في صفحتنا يقصد إهانة رمز من رموز تاريخنا وهويتنا".

وأشار المنشور إلى أن "مجهودنا ينصبّ لأجل التأسيس لتاريخ توافقي يستوعب كلّ أبناء الأمة الجزائرية الواحدة الموحّدة ورموزها، وفي إطار الثوابت الوطنية المدسترة التي يتّفق عليها كل الجزائريين (الإسلام ، العربية ، الأمازيغية )".

وقالت مديرية الثاقفة: "كان لزاما علينا أن نراعي حساسيات الكلمات المستعملة في المنشور بالرّغم من أن المنشور لباحث جامعي في الأنثروبولوجيا، لم ينتبه القائم على صفحة المديرية في مشاركته للمنشور أن يتفادى نقل كلمات مَثار تساؤلات لدى بعض القراء المتابعين لصفحتنا وفتح المجال لتأويلات لم يقصدها القائم على الصفحة والّذي وجّهنا له نصائح لأخذ الحيطة والحذر في هذه اللّحظات الحساسة التي تمرّ بها البلاد والتي نحن في غنى فيها عن إثارة أمثال هذه المواضيع التي تحمل التأويلات".

واعتذرت المديرية عن منشورها قائلة: "وإن كان هنالك من الخيّرين من أبناء هذا الوطن، من وجد إحراجا في قراءة المنشور، فإننا وبكل محبّة وأخوّة وطنية صادقة نسدي لهم كل التفهّم والاحترام والاعتذار عما سبّبناه لهم من إحراج.عاشت الجزائر واحدة موحّدة، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرارمدير الثقافة والفنون لولاية بجاية".

وترك منشور مديرية الثقافة لبجاية، عبر صفحتها الرسمية خلال أيام عيد الأضحى المبارك، موجة غضب كبيرة لدى الجزائريين، لما اعتبروه اساءة متكررة في حق تعاليم الاسلام والصحابة رضي الله عنهم.

بدورها، عبرة وزير الثقافة، مليكة بن دودة، عن رفضها التام لما جاء في منشور مديرية الثقافة من تأويلات خرافية .

من نفس القسم فـنون وثـقافـة