فرنسا تختار رئيسها اليوم

تتجه أنظار العالم جميعها، الى فرنسا، التي تستعد لإنتخاب رئيس جديد للبلاد، بعد انقضاء عمليات التصويت التي بدأت خارج فرنسا وفي أقاليمها ما وراء البحار اليوم، فبين الشاب ايمانويل ماكرون وزعيمة حزب اليمين المتطرف مارين لوبان، سيكون يوم الأحد منعرج هام في تاريخ فرنسا. يحبس الفرنسيون أنفاسهم، غدا، إلى غاية الاعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، التي لم يشهدون مثيلا لها منذ عقود، على اعتبار أنها تجرى بين مترشحين متناقضين على جميع الأصعدة، وبالتالي سيكون أمام كل ناخب من تعداد 46 مليون، الفرصة للفصل في توجهات بلاده المستقبلية سياسيا، اقتصاديا وكذا اجتماعيا، من خلال ما سيضعه في صندوق الاقتراع. ويعيش المترشحان الفرنسيان فترة صمت انتخابي منذ يوم أمس، وهذا بعدما نظما حملة انتخابية شرسة، طبعها تراشق الاتهامات والترويج لبرنامجيهما عن طريق تنشيط تجمعات شعبية مكثفة ومحاولة اقناع اكثر عدد من الناخبين بالتصويت لصالحيهما. وختمت لوبان حملتها الانتخابية الخميس، بخطاب وجهته لفرنسيين بقرية صغيرة، قالت فيه "الى متى سننتظر رفع فرنسا لرأسها، فرنسا لا يمكنها أن تسمح بالانتظار خمسة أعوام أخرى لترفع رأسها"، في اشارة قوية الى ان حكم ماكرون لن يسمح لفرنسا بالتطور، الا ان المرشح المستقل على ما يبدو لا يلقي بالا كثيرا بما تلقيه لوبان من خطابات "شعبوية" بقدر ما يركز في كل مرة على عرض برنامجه الإقتصادي والأمني والاجتماعي على الفرنسيين، وهو ما أعطى للمترشح الشاب شعبية اكثر حسب أخر استطلاعات الرأي. من جهة أخرى، استطاع ماكرون أن يحظى بشعبية اكبر لدى مسلمي فرنسا والجالية المغاربية هناك، بعد تأكيده على عدم حمل أي عداء لهم ولا للديانة الاسلامية، عكس مترشحة اليمين المتطرف التي تظهر عداء صريحا للمسلمين ككل، وتعتزم ان تشدد عليهم الخناق في حال ما اعتلت كرسي الاليزي، وهو ما يعطي حظوظا اكبر لماكرون خلال هذه الانتخابات، خاصة وأن عدد الفرنسيين من أصول عربية، ممن لهم حق التصويت في فرنسا يقارب المليونين بينهم مليون جزائري. وتجدر الاشارة الى أن الانتخابات الفرنسية ستجرى وسط حالة طوارئ لمواجهة التحديات الأمنية التي تمر بها البلاد والتي كان آخرها الهجوم الذي أودى بحياة رجل شرطة بجادة الشانزليزيه في 20 افريل الماضي.

من نفس القسم - أخبـار الوطن -