صاحب شركة "دانور" لتصدير التمور لـ"المصدر": على المصدرين مراعاة الجودة والنوعية أولا

كشف المدير العام لشركة "دانور" لتصدير التمور، اسماعيل عمران، في حوار مع "المصدر"، عن زيارة وفد هام من الخبراء الفرنسيين في المجال الفلاحي مؤخرا، لشرح كيفيات التخزين والتبريد الخاصة بالمنتجات الفلاحية، والمعايير المعمول بها دوليا في مجال تخزين الخضر والفواكه، وهذا على خلفية الضجة التي أثارها موضوع عزوف الاوروبيين عن اقتناء التمور الجزائرية كونها تسود بعد أيام من استيرادها وهذا نتيجة للطرق الخاطئة في التبريد، داعيا المصدرين الجزائريين الى الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة والتقنيات العالمية للتمكن من منافسة الدول المجاورة في الاسواق الخارجية خاصة وانها تجاوزتنا بأشواط في مجال التصدير، كما طالب الحكومة بمضاعفة الدعم في ذات المجال لتحقيق أهدافها المرجوة أفاق 2019. بداية صف لنا في بضع كلمات تأسيس شركة "دانور" لتصدير التمور؟ شركة "دانور" لتصدير التمور، جديدة المنشأ، تأسست في جانفي 2017، وتشغل ما يقارب 50 عاملا، ونطمح لبلوغ 100 عامل، كما لدينا مشروع لتصدير الخضر والفواكه مستقبلا. كمستثمر جزائري مختص في المجال الفلاحي الذي تعول عليه الحكومة للخروج من الازمة المالية للبلاد، ماهو تقييمك للقطاع الفلاحي بصفة عامة وبصفة خاصة شعبة التمور؟ الثروة الفلاحية تأتي بعد الثروة الطاقوية وعلى رأسها التمور، التي أرى بأنها ستحل محل المحروقات، حيث ستساهم في إدخال العملة الصعبة للجزائر، من خلال توسيع عمليات تصدير هذا المنتوج الذي لنا اكتفاء ذاتي منه، خاصة وان هذه العمليات لم ترتقي بعد لمنافسة دول الجوار حيث لم تتجاوز 400 مليون دولار. أما عن القطاع الفلاحي بصفة عامة، فيمكن القول بأن هناك جهود لاكتساح الاسواق المجاورة خاصة من خلال منتوجي البطاطا والطماطم، إلا أنها لا تزال تحتاج الى مزيد من الدعم. يشتكي العديد من المستثمرين الجزائريين من ضعف مناخ الاستثمار بالجزائر ما رأيك؟ نعم مناخ الاستثمار لا يزال ضعيف في بلادنا، ولا يزال بحاجة الى تشجيع اكثر، خاصة في الصحراء، فالجزائر لا تزال حديثة في مجال التصدير والتسويق، وأنا لاحظت هذا خلال سفري الى الخارج، اين تأكدت بأن الكثيرون لا يعرفون الجزائر اصلا، ويعتقدون بأن انتاج التمور حكر على تونس والمغرب، وأن الدقلة الجزائرية هي دقلة تونسية في الاصل وهذا الامر خاطئ، ولحل هذا المشكل يجب دعم القطاع السياحي قصد التعريف بالجزائر وما تنتجه ارضنا من خيرات. ولمنافسة جيراننا بالاسواق الخارجية، يجب مجاراتهم في تقنيات التصدير، كونهم غزوا اوروبا بمنتجات فلاحية ذات جودة عالية وتعليب أقل ما يقال عنه أنه ممتاز، لذا فأنا أرى في أزمة النفط خير للبلاد كونها ستفتح أبواب كثيرة للاقتصاد الوطني. اما بالنسبة لمشكل البيروقراطية، فأستطيع القول أن الادارة الجزائرية قد تحسنت بصفة كبيرة، خاصة من الجانب الجمركي والضرائب فهي تسير من الحسن الى الاحسن، خاصة فيما يتعلق بعمليات التصدير التي أضحت توليها أهمية كبيرة. كما هو معروف الجزائر من البلدان التي تعرف اكتفاء ذاتيا في التمور، لماذا نعاني من غلاء اسعارها في شهر رمضان؟ ما يجهله الكثيرون، بأن للتمر خاصية ليست موجودة في الفواكه والخضر الاخرى على تنوعها، حيث أنه متوفر بالأسواق على مدار السنة في الجزائر. أما عن سبب ارتفاع اسعاره خاصة في شهر رمضان، فالأمر يرجع للتخزين، الذي يتم عن طريق عمليات التبريد التي تحتاج بدورها الى الكهرباء على مدار السنة خاصة باحتساب ان موسم جني التمور يتم في فصل الخريف ورمضان يحل علينا فصل الصيف بما يعني أنه يحتاج الى سنة كاملة من التخزين، وبالتالي فإن مخزنه لن يتحمل خسارة فواتير الكهرباء لوحده. بما أنك مختص في مجال التعليب والتغليف، لماذا يتجه المستثمرون في المجال الى استيراد المادة الاولية من الخارج ولا يقتنونها من أرض الوطن وأين الخلل؟ مؤخرا، بدأت المصانع الجزائرية تعمل في مجال التعليب، كما شرعوا في تحسين أنواعها، لكن في السنوات القليلة الماضية كان المنتجون الجزائريون لا يمتلكون خيارات الا استيراد العلب وادوات التغليف من الخارج، لأن المصانع الجزائرية لم تكن تهتم بالنوعية والمعايير المطلوبة في ذلك، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، القانون الجزائري يعفي عمليات استيراد مواد التعليب من الخارج في حين يفرض الضرائب على مصنعيها وبالتالي فإنه يجد أسعار المستوردة اقل من المحلية بالاضافة الى النوعية الجيدة التي تمنحها المستوردة. يقال أن الاوروبيون لم يعودوا يرغبون في التمر الجزائري، وهذا لإسوداد لونه بعد مدة من استيراده، ما تعليقك على ذلك؟ صحيح، والسبب يرجع الى طريقة التخزين التي تسير بدون دراسة تقنية، على عكس منتوجات جيراننا الذين يعتمدون على التكنولوجيا والدراسات العلمية في طرق تخزين التمور وهذا راجع لخبرتهم الطويلة في الميدان. ونتيجة لذلك قدم خبراء فرنسيون الى ولاية بسكرة مؤخرا، قصد شرح طرق التبريد الصحيحة التي تتم وفق معايير محددة ومضبوطة. تراهن الحكومة على التوجه بقوة الى التصدير أفاق 2019، هل ترى بأن ذلك ممكن؟ اذا كان المجهود كبير نستطيع، ولدينا المنتوجات الكافية لذلك، ولقد شهدنا بداية لذلك العام الماضي بمنتوج البطاطا، كما يمكننا التصدير خارج الفلاحة أيضا وهذا لعمل الكثير من المستثمرين الجزائريين وعلى سبيل المثال هناك مصنع جديد في بسكرة يعمل على تصدير مادة الكلور. بالعودة الى مصنعكم، هل تعتزمون الانطلاق في التصدير، أم انكم تركزون في الوقت الحالي على السوق الوطنية؟ نحن نركز على الاثنين معا، أإلا أن أهدافنا الاساسية مركزة على التصدير، وسنكون حاضرين بقوة السنة المقبلة بحول الله. ماهي الاسواق التي تفضلون دخولها وهل تجدون في السوق الافريقية ضالتكم؟ التمر مطلوب في أوروبا واسيا وافريقيا، ونحن سنركز على جميع الوجهات واينما وجدنا الأسواق مفتوحة نعمل، لكن سنجعل من افريقيا هدف لنا لكونها أسواق جديدة بالنسبة للجزائر. كمستثمر جديد في الميدان، بماذا تنصح الشباب الراغب في الاستثمار بالمجال الفلاحي وبماذا تطالب الحكومة؟ ننصح الشباب بالعمل، مصانع كثيرة لم تجد العمال وأصبحت تستعين بالصينيين والأفارقة في وقت تحتاج الجزائر لسواعد ابنائها. أما الحكومة فنطالبها بمواصلة دعم المستثمرين، لكي يستطيعوا مواجهة ومنافسة الدول الاخرى وبالتالي ادخال العملة الصعبة الى الخزينة العمومية. كلمة لموقع المصدر؟ نتمنى لكل الفريق النجاح، وبما أن الانطلاقة كانت جيدة والهدف والطموح موجودان فالنجاح سيكون حليفكم ان شاء الله. ليلى.ع

من نفس القسم - صحة وعلوم -