بن فليس: الجزائر تعيش إنسدادا سياسيا ولا حل إلا في تمكين الشعب من إختيار رئيسه

يرى رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، بأن الجزائر تعيش قبل كل شيء انسدادا سياسيا وانفلاتا مؤسساتيا، والدليل على ذلك الطريقة "الغريبة والعجيبة" التي تمت بها عملية تشكيل الحكومة التي تخالف نص الدستور والضوابط المنظمة للعملية والأعراف المتبعة في تشكيل الحكومات في البلاد. وأكد بن فليس في حوار مع موقع "الجزيرة نت"، بأن الانفلات السياسي الذي تعيشه البلاد رسخ فكرة لدى عامة الناس بأن "البلد لم يعد محكوما من طرف المسؤولين المخولين دستوريا بحكمه، وإنما استولت على زمام أموره قوى غير دستورية أضحت تتلاعب بحرمة ومصير الدولة الوطنية". وأضاف بن فليس، بأنه لا يمكن للبلاد أن تكون في موقع صلب للتصدي للأزمة الاقتصادية وتجنب نفسها بلايا التصدع الاجتماعي وهي في حالة انسداد سياسي وانفلات مؤسساتي. واستغرب المرشح السابق للرئاسيات، كيف يمكن لحكومة لم تجتمع طيلة السداسي الأول من هذه السنة أن تتكفل وتعالج وتأتي بالحلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، كما تساءل عن الكيفية التي تمكن النظام السياسي الذي جعل من النافرين والعازفين عن الاستحقاق التشريعي الأخير أعظم حزب معارض له بـ17 مليون منخرط؛ في النجاح في تجنيد الجزائريين أو أن يطلب منهم الجهد والتضحية لمواجهة الأزمة الاقتصادية والمعضلة الاجتماعية. أما عن التعيين الأخير للحكومة فيرى بن فليس، بأنه أعيد تشكيلها من نفس الوجوه ونفس التيارات السياسية ونفس الولاءات، فيما توقع أن يكون الرئيس القادم للجزائر رجل التغيير والتجديد شريطة توفره على شروط الشرعية والثقة والمصداقية، ومنتخب من طرف الشعب. هذا وتحدث رئيس طلائع الحريات عن الانتخابات التشريعية الماضية بقوله أنها كانت "منافسة سياسية مغشوشة وتزوير انتخابي عارم طال كل جوانب الاقتراع"، حيث فعلت –حسبه-، " سياسة المحاصّة المعهودة فعلتها، حيث منح الجهاز السياسي والاداري المراكز الأولى للزبائن السياسيين التقليديين، وفرض على قوى المعارضة تذيل ترتيبه جزاء معارضتها له ورفض الانسياق في خططه السياسية"، مؤكدا بان أحطر ما سجل هو العزوف والنفور اللافتان للجزائريين من الاستحقاق التشريعي الأخير، فيما لم تتجاوز نسبة الناخبين لحزبي الموالاة الافلان والارندي 11 بالمائة. وفي سياق متصل، دعا الرجل السياسي، أحزاب المعارضة إلى توحيد قراءتها لهذه الرسائل السياسية، وبعد ذلك توحيد ردها عليها، قائلا بأن "هناك مشاورات ستنطلق بين أحزاب المعارضة في الاتجاهين، وأنه لا شك أن قاسما مشتركا بشأنهما سيتبلور من خلال هذه المشاورات يمكن للمعارضة الالتفاف حوله لمواجهة الأخطار الحقيقية المحدقة بالبلد، والمتمثلة في الانسداد السياسي والانفلات المؤسساتي والأزمة الاقتصادية الخانقة والتصدع الاجتماعي الذي تتعدد وتتنوع مصادره". وفي ختام حديثه قال بن فليس بأنه لم يبق هناك سوى المؤسسة العسكرية التي تقوم بمهامها الدستورية وتحمي الدولة الوطنية، مشددا على أن لا خيار آخر سوى تمكين الشعب الجزائري من اختيار الرئيس القادم للبلاد بنفسه، دون مصادرة لإرادته وحكمه.

من نفس القسم - سيـاســة وأراء -