الفلاح والانترنت

بقلم : وسيم قواسمي كان هناك فلاح مثقف يعشق المطالعة ومتابعة الأخبار، فلاح يحب الأرض أيضا ويعطيها قدر ما يستطيع حتى تعطيه ما يتمناه، ليفترق الاثنان على المحبة والرضا. فلاح كان يعشق الأدب الإنجليزي و كل ما له علاقة بالمملكة  و الملكة إليزابيث، على عكس ماهو متداول و مألوف عندنا في الجزائر أين تسيطر لغة موليير و لا مكان للغة شكسبير. مع مرور الزمن أراد الفلاح أن يسافر ليلامس واقع العالم الآخر فلم شمله ودعاهم إلى عشاء  تقليدي؛ العيش مطهي بالدجاج البري على نار الحطب لا على الغاز، عشاء يضمد الجراح أينما كانت، عشاء الأيام الملاح؛ قرر إعلام العائلة بالمغادرة واخرج كل ما يملك من حجج لإقناع الوالد والوالدة فوافقا الاثنان على مضض . أعد العدة صاحبنا  وتوجه نحو عاصمة الضباب ، من القرية إلى المدينة ، من adsl إلى 3g ، ثقافة الفلاح الواسعة و تمكنه من لغة شكسبير سمحتا له بالاندماج و التأقلم، درس صاحبنا و تعمق في عالم الفلاحة مفكرا في العودة لخدمة أرضه؛ ذات يوم كلمه والده و قال له عليك بالرجوع فالبلد عرفت نهضة كبيرة و عينو وزيرة صغيرة العمر و أنعمت علينا بـ3G ،لملم الفلاح أغراضه و عاد ادراجه فرحا بالجديد ؛ ارتاح صاحبنا لأيام و استعاد الذكريات الزاهية ، فلما حاول التواصل عن طريق الانترنيت تضايق لمشاكلها و تقطعاتها الكثيرة ، فسأل ابوه ؛ أتلكم هي 3G التي حدثتني عنها يا ابي، رد الوالد يصلنا 3 فقط فنحن في انتظار G.

من نفس القسم فـنون وثـقافـة