ملف الذاكرة بين الجزائر وفرنسا يعود في ذكرى عيد الاستقلال

يعود ملف الذاكرة التاريخية بين الجزائر وفرنسا إلى الواجهة تزامنا مع الذكرى الـ55 للإستقلال، المصادف لـيوم 5 جويلية، لكن هذه المرة مع إختلاف بسيط، يكمن في وصول إيمانويل ماكرون إلى سدّة الحكم في فرنسا، وتصريحاته خلال حملته الانتخابية بشأن الجزائر والاستعمار الفرنسي لها. وقال وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، هذا الاثنين، أن اللجان المشتركة الجزائرية الفرنسية ستستأنف عملها بخصوص ملف استرجاع الأرشيف الوطني، شهر سبتمبر المقبل، وأبدى الوزير تفاءلا بإعادة فتح الملفات العالقة الأخرى، على إثر انتخاب الرئيس الفرنسي وتعيين الحكومة الفرنسية الجديدة. وأوضح زيتوني، على هامش ندوة تاريخية حول "العنف الاستعماري الممنهج" نظمها المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 54 بمقره بالعاصمة، أن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر كمترشح للانتخابات الرئاسية، كانت "جريئة"، معبرا عن رغبة الجزائر في ترجمة تلك التصريحات إلى أشياء ملموسة، على إعتبار أنها سئمت من الوعود منذ الاستقلال. و أكد وزير المجاهدين أن "الذي بين الجزائر وفرنسا ليس شبرا من الأرض متنازع عليه، بل هناك ملفات مطروحة بين دولتين". ويرى المسؤول الحكومي، أن "الكرة الآن في مرمى فرنسا، إذا أرادت أن تكون هناك ثقة في العلاقات بين البلدين فعليها حل هذه الملفات". ولعل أهم الملفات العالقة ، تلك المرتبطة بالأرشيف الوطني، ملفات التعويضات الخاصة بضحايا التفجيرات النووية في الجنوب والمفقودين واسترجاع جماجم شهداء المقاومة الوطنية الموجودة في متحف باريس". وشكلت زيارة إيمانويل ماكرون للجزائر فيفري الفارط، أثناء تنشيطه لحملته الانتخابية وتصريحاته لوسائل إعلام جزائرية الحدث، بقوله "إن الاستعمار جزء من التاريخ الفرنسي، إنه جريمة، جريمة ضد الإنسانية، إنه وحشية حقيقية وهو جزء من هذا الماضي الذي يجب أن نواجهه بتقديم الاعتذار لمن ارتكبنا بحقهم هذه الممارسات". تصريحات اعتبرتها أوساط فرنسية، خيانة وطعنا لفرنسا من الخلف وإهانة لها في الخارج، لكن بعض الأوساط الجزائرية الرسمية والشعبية نظرت إليها وكأنها إيذانا بمرحلة جديدة في العلاقات الثنائية. ويعكس هذا التوجه ، ترحاب الجزائر بفوز ماكرون كرئيس لفرنسا، ووصفه من قبل الرئيس بوتفليقة بـ"صديق الجزائر"، في رسالة تهنئة عبر فيها عن تحمّسه لأن يفتح خليفة هولند صفحة جديدة في العلاقات الجزائرية-الفرنسية. ويبقى التساؤل المطروح، هل تفاءل السلطات الجزائرية في محله ، أم أن ماكرون سيربح الوقت بكسب رهان التصريحات "الرنانة" فقط ويغادر قصر الإليزي دون أن يضيف فاصلة في كتب التاريخ الشاهدة على جرائم الاستعمار ؟ نادية.ب

من نفس القسم - صحة وعلوم -