ماكرون يتخلف عن تهنئة الجزائر بعيد إستقلالها !

الجزائر/ نادية.ب تخلف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن تهنئة الجزائر بالذكرى الـ 55 لعيد إستقلالها، وعلى خلاف ما كان متوقعا أن يبدي الوافد الجديد على قصر الإليزي، موقفا  أكثر ليونة،  على الأقل في رسالة يوجهها إلى الرئيس بوتفليقة،  إلا أن الرجل خالف تلك التكهنات. تلقى الرئيس بوتفليقة، رسائل تهنئة من ملوك ورؤساء عدة دول بمناسبة إحياء الجزائر الذكرى 55 للإستقلال المصادفة لـ 5 جويلية.  لكن كل الأنظار كانت موجهة إلى  برقية الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وإن ماكان سيبعث برسالة تهنئة إلى  نظيره بوتفليقة أم لا،  خاصة بعد  تصريحاته غير المسبوقة عن جرائم بلاده الإستعمارية في الجزائر. وتعتبر ذكرى 5 جويلية، أول  إختبار للرئيس الفرنسي، مع محطة تاريخية تحتفل بها الجزائر، حيث حرصت الأخيرة من خلال وزير المجاهدين  الطيب زيتوني، على تذكير ماكرون بوعوده السابقة التي أطلقها كمرشح للرئاسة الفرنسية، في زيارته إلى الجزائر شهر فيفري الفارط، عندما وصف جرائم الإستعمار بأنها "غير إنسانية". وربطت الجزائر أمالا كبيرة على تلك التصريحات، حيث قال وزير المجاهدين أن  :" هناك أجواء جديدة تطبعها التصريحات الإيجابية للرئيس الفرنسي ماكرون خلال الحملة الإنتخابية،  نأمل في الجزائر أن تترجم هذه التصريحات إلى الأرض الواقع فيما يتعلق بالذاكرة والعلاقات الجزائرية الفرنسية". وقال زيتوني، في تصريحاته له أمس :"  إذا أرادت فرنسا علاقات قوية ومتينة مع الجزائر فعليها الاعتراف بملف الذاكرة" مؤكدا  أن الجزائر تأمل في تنفيذ الوعود على أرض الواقع خاصة فيما يتعلق بجرائم الحرب المرتكبة في حق الشعب الجزائري. كما حملت  رسالة الرئيس بوتفليقة، بمناسبة ذكرى استرجاع الاستقلال والعيد الوطني للشباب، نبرة  مغايرة لتلك الرسائل التي تنشر في هذه المناسبة، حيث أكد  بوتفليقة أن سعي البلدين لبناء شراكة استثنائية لايعني نسيان الذاكرة، داعيا بطريقة ضمنية إلى ضرورة إعتراف فرنسا بجرائمها عندما يقول في رسالته: "ليس في هذا التذكير بالماضي أية دعوة إلى البغضاء والكراهية حتى وإن ظل شعبنا مصرا على مطالبة مستعمر الأمس بالاعتراف بما اقترفه في حقه من شر ونكال"، وتابع :"  "فرنسا التي باشرت معها الجزائر المستقلة بناء شراكة استثنائية يجب أن تكون نافعة لكلا الطرفين شراكة-- يقول رئيس الدولة-- لن يزيدها الاعتراف بحقائق التاريخ إلا صفاء وتوثبا". وكان الرئيس بوتفليقة، من الأوائل الذين باركوا  فوز ماكرون، كرئيس خامس للجمهورية الفرنسية، ووصف نجاحه ضد غريمته ماري لوبان بأنه تم "عن جدارة واستحقاق"، معتبرا  في رسالته التي وجهها له بأنه "صديق للجزائر". وعبر بوتفليقة عن تفاؤله لتطوير العلاقات الثنائية، والدفع لملفات الذاكرة أكثر من تلك التي شهدتها حقبة الرئيس السابق فرانسوا هولند.  

من نفس القسم - صحة وعلوم -