لماذا يختفي أويحيى في المعارك السياسية الكبرى ويظهر بعدها !

الجزائر/ نادية.ب صنع أحمد أويحيى الحدث سياسيا بتصريحاته الواقعية أحيانا و الغريبة أو المستفزة في مرات عديدة، لدرجة أصبحت كل كلمة يقولها في ميزان المحللين والمتابعين للشأن السياسي، فإستطاع أن يلبس ثوب الشخصية المنفردة  عن غيرها وصاحب الكاريزما السياسية التي تترك انطباعا متفاوتا لدى الرأي العام. لكن بالرغم من ذلك خلف السي أحمد، وراءه نقطة استفهام تجعل  الكثير يتساءل  عن سر تغيب  السي أحمد عن  المعارك السياسية الكبرى، والتعليق عنها بعدها؟. في كل مناصب المسؤولية التي تقلدها في الدولة، سواء كأمين عام للتجمع الوطني الديمقراطي، أو وزيرا في الحكومة أو رئيسا لها، وحاليا كمدير ديوان رئاسة الجمهورية، ترك أحمد أويحيى بصمته التي تميزه عن من سبقوه في هذه المناصب أو حتى أولئك الذين خلفوه لها، إيجابا أو سلبا. وإرتبط إسم الرجل بتصريحاته التي يطلقها في كل خرجاته الإعلامية والتي تثير ضجة كبيرة وتداعيات وردود أفعال على مدار أيام.  ما جعله يلقب برجل " المهمات القذرة" على خلفية جرأته في إخراج ما تنوي السلطة تسويقه للرأي العام، وهو القائل بأنه سيبقى يعرض خدماته على الدولة وخادما لها ولن يرفض الأوامر التي تقررها دوائر السلطة التي يمثلها،كما أنه لا ينحرج من الانتقادات التي توجه إليه. السي أحمد ...عراف أم رجل إطفاء اللافت في مسار  مدير ديوان رئاسة الجمهورية، أن جل تصريحاته مرتبطة بالحدث السياسي، بمعني أنه يخرج عقب  كل قرار مثير للجدل، سواء لتوضيح الصورة أو من أجل تهدئة الوضع في حال رفض الشارع للقرارات المعلن عنها من قبل المسؤولين في الدولة، والأمثلة في ذلك كثيرة. كان أويحيى، أول مسؤول يحذر من تداعيات الأزمة البترولية التي ضربت العالم والجزائر نهاية 2014 ، وتحدث عن عجز الحكومة في دفع معاشات المتقاعدين، وحصل ذلك فعلا، حيث سن الجهاز التنفيذي قانون لرفع سن التقاعد إلى 60 سنة، كما  عمد أويحيى تأكيد  المعلومات المنتشرة في وسائل الإعلام عن حل جهاز الاستعلام والأمن "دياراس"، وتعويضه بثلاث مديريات عامة تتبع كلها لرئاسة الجمهورية،  ليس هذا فقط، بل خرج أيضا من أجل  إطفاء لهيب التصريحات "المجنونة" للأمين العام للأفلان السابق، عمار سعداني، الذي إتهم الجنرال توفيق بإثارة الفتنة في البلاد، وقال وقتها أمين الأرندي في ندوة صحفية، " ما صدر عن سعداني تصريح وليس حدثا.. وأنا لا اتفق مع الخطاب الأخير، وأملي، عندما يتكلم البعض أن لا ينسوا أن وراء شخص ما (يقصد الجنرال توفيق) هناك الآلاف من الأعوان وضباط وضباط صف وهم من الجيش". أويحيى لم يكتفي بهذا القدر، حيث تعّود على الخروج عقب كل "معركة سياسية" تشهدها البلاد، لإبداء رأيه، أخرها تصريحه حول المهاجرين الأفارقة حيث  إعتبر  أن "المهاجرين مصدر كل أنواع الجريمة".  وخاطب الحكومة بقوله "نحن لا نقول للسلطات ارموا هؤلاء في البحر أو في الصحراء لكن الإقامة في الجزائر يجب أن تكون بطريقة قانونية". تصريح سرعان ما تلقفته الحكومة، وكان تمهيدا لموقفها  الرسمي  من هذا الملف ، وجاء على لسان وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل :" الحكومة بصدد اتخاذ إجراءات استعجالية للتصدي للنزوح الكبير للمهاجرين غير الشرعيين، الذي تقف وراءه شبكات منظمة،  لأن  الظاهرة أصبحت تهدد الأمن الوطني. أويحيى وحداد وحرب الحكومة على الفساد ولأن الأمين العام للأرندي، دأب على الرد على كل شيء، يجري الحديث هذه الأيام عن رأيه في الحرب الدائرة بين حكومة عبد المجيد تبون، ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات، علي حداد، تحت غطاء محاربة "العلاقة المشبوهة بين المال والسياسة"، حيث يواجه رجل الأعمال "المدلل" أصعب أيامه،  بمجرد تعين الوزير الأول، عبد المجيد تبون، الذي وضع حداد في الزاوية، وقرر قطع الإمتيازات التي كان يحظى بها الرجل في عهد الحكومة السابقة . ونفى أويحيي  سابقا، وجود تحالف بين الأرندي، والأفسيو، عندما سئل عن سر علاقته بعلي حداد، وذكر وقتها  " هناك الكثير من القراءات في الفنجان"، فهل سيلتزم أويحيى الصمت تجاه ما يحدث هذه الأيام بين  حداد وحكومة تبون أم أنه سيخرج كعادته في ثوب البطل لإنهاء هذا الفصل من الصراع الجديد، بعد أن يتفق  الكبار في أعلى هرم السلطة؟

من نفس القسم - صحة وعلوم -