السعيد بوتفليقة يخرج من الظل رويدا رويدا !!

الجزائر/ نادية.ب يخطف المستشار الشخصي للرئيس وشقيقه الأصغر ، السعيد بوتفليقة ، في المدة الأخيرة  الأضواء مقارنة بالسنوات الفارطة، فبعد خرجته للشارع للتضامن مع الروائي رشيد بوجدرة خلال وقفة احتجاجية نظمها مثقفون وكتاب في سابقة هي الأولى من نوعها، صنع السعيد هذا الأحد الحدث أيضا بمقبرة العالية على هامش مراسيم تشيع جنازة الراحل رضا مالك رئيس الحكومة الأسبق. وظهر السعيد بوتفليقة، رفقة رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد، وسط تهافت من وسائل الإعلام التي تسمرت لالتقاط صور له. فهل قرر  الشقيق الأصغر للرئيس بوتفليقة الخروج من الظل إلى الأضواء أم أنها مجرد خرجات  تفرضها طبيعة منصبه كمستشار للرئيس؟. فالمعروف عن السعيد بوتفليقة، أنه رجل غامض وصامت وذكي جدا  في نفس الوقت، ولا يهوى الظهور عبر وسائل الإعلام أو الاحتكاك مع الصحافيين، وهو ما جعل البعض يصفه بــ"الرجل اللغز"، على الأقل هذا ما نقل عن المقربين منه أو الذين تعاملوا معه في مساره الدراسي أو المهني. لكن دور هذا الرجل بدأ يتعاظم  منذ إنتخاب الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، سنة 2014  حيث يحرص على مرافقة شقيقه وتنظيم كل النشاطات التي يقوم بها، سواء في مجالس الوزراء، أو حتى في خرجاته النادرة خارج قصر المرادية، كما يتنقل معه في محطاته العلاجية خارج الوطن. هذا الظهور الذي رافقه اهتمام من قبل وسائل الإعلام، جعل الطبقة السياسية تطرح عدة تساؤلات على لسان رؤسائها، الذين يخرجون من فترة لأخرى للحديث عن شقيق الرئيس بوتفليقة، وعن دوره في المرحلة المقبلة، وشكلت هذه التساؤلات نقاشات سنة 2015، وقيل أن هناك مشروع لتوريث الحكم في الجزائر، لكن ذلك النقاش ظل حبيس الطبقة السياسية التي بدأت تتقاذف التصريحات. أقوال السياسيين وقالت لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، في  إحدى تصريحاتها بأن شقيق الرئيس الأصغر ومستشاره الخاص، السعيد بوتفليقة، أكد لها "استحالة أن يفكر في موضوع التوريث أو إنشاء حزب سياسي". ودعت حنون، شقيق الرئيس بوتفليقة الأصغر إلى "التدخل للحفاظ على كيان الأمة والدولة، ما دام يدير شؤون أخيه ويسيّر ويتابع كل صغيرة وكبيرة منذ أن أصبح الرئيس غير قادر على أداء بعض المهام". كما أن مدير ديوان رئاسة  الجمهورية، والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى قال كلمته تعليقا على الأحاديث المثارة عن السعيد بوتفليقة ، ورفض في إحدى ندواته الصحفية ، توصيف شقيق الرئيس الأصغر "بالقوة الخفية" التي تتحكم في القرارات الصادرة من السلطة ، موضحا "علاقتي بالرجل طيبة جدا وهو مجرد مستشار للرئيس، وليس الآمر والناهي، لكن بعض الأشخاص يحاولون الربط بين المسائل، لافتا إلى أن كل القرارات المتخذة، بوتفليقة على علم بها". رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، قال هو الأخر بخصوص حديث بعض الجهات عن توسع نفوذ الشقيق الأصغر لرئيس الجمهورية،  إن شقيق الرئيس لم يطلب منه أي شيء طلية فترة استوزاره، ولم يعبر حسب تصريحات بن يونس عن رغبته في تقلد منصب رئيس للجمهورية". صمت مطبق كل هذه التصريحات ظلت مجرد أقوال سياسيين، لم تجد من يرد عليها، حيث يلازم الرجل المعني الصمت ويرفض الإدلاء بأي تصريح، ويقتصر تعامل رجال الإعلام معه في إلتقاط صور له في المناسبات التي يظهر فيها، ووضع قراءات سيميولوجية عن الأشخاص الذين يظهر برفقتهم وقراءات على التوازنات بناء على تلك الصور الملتقطة فقط. بوجدرة.. حداد والسعيد خفت الحديث عن السعيد بوتفليقة طيلة الأشهر السابقة، وذلك إلى غاية جوان الفارط، عندما صنع السعيد الحدث بمفاجأته الحضور من الإعلاميين والمثقفين الذين وقفوا تضامنا مع الكاتب الروائي الكبير رشيد بوجدرة، أمام مقر سلطة الضبط بشارع ديدوش مراد وسط العاصمة، بسبب كاميرا خفية تطرقت إلى الحياة الشخصية للكاتب . ونزل السعيد بوتفليقة من سيارة من نوع بيجو 307 وتقدم إلى بوجدرة معلنا عن تعاطفه وتضامنه بوحدرة وهي الرسالة القوية التي رآها البعض على أنها رد على  القائلين بأن القناة التي بثت الكاميرا الخفية تابعة له.  هذه الخرجة تناولتها وسائل الإعلام المحلية والدولية بشكل واسع، وعاد الحديث مجددا عن  دوره في المرحلة المقبلة. هذا السؤال المحوري لا يجد في معظم الأحيان إجابة عنه ، ويظل يُطرح في كل خرجة يقوم بها السعيد بوتفليقة. كما حصل اليوم في مقبرة العالية على هامش تشيع جنازة الراحل رضا مالك، عندما إلتقطت عدسات الكاميرات صور للرجل رفقة علي حداد وهما يتصافحان بحرارة شديدة ويتبادلان أطراف الحديث، لكن ظلت مجرد صور يعلق كل واحد عليها كما يحلو له .

من نفس القسم - صحة وعلوم -