الحبس المؤقت يفصل طبيبة عن رضيعها في قضية وفاة حامل بالجلفة

الجزائر/ أحلام.ع لا تزال قضية الحامل التي توفيت وجنينها بالجلفة نتيجة الإهمال، تأخذ أبعادا أخرى، حيث أثارت الأحكام القضائية التي اتخذت في حق المتسببين من قريب أو من بعيد في الحادثة الكثير من الجدل، فبعد الوقفات الإحتجاجية والإستقالات، أحدثت الرضيعة إبنة الطبيبة "والي" المحبوسة مؤقتا بحبس الجلفة حالة من التعاطف، ببكائها المستمر وبحثها عن أمها. وحسب مصادر مطلعة أكدت لـ"المصدر" فإن الطبيبة "والي" المحبوسة على ذمة التحقيق، تنحدر من العاصمة ولديها طفلة رضيعة تبحث عنها باستمرار، حيث وجدت عائلة الطبيبة نفسها في حيرة من أمرها ولم يجدوا حلا للقضية خاصة وأن الطفلة لم تكف عن البكاء كونها حديثة الولادة. وأكدت ذات المصادر بأن الطبيبة "والي" التي حبست مؤقتا في قضية وفاة إمرأة بالجلفة كانت ليلتها مناوبة لوحدها على اعتبار أن زميلتها كانت في عطلة لعشرة أيام، وبذلك فكانت تعمل وحيدة ليل نهار وهو ما تسبب لها في حالة إرهاق وتعب. بحث في فائدة الأطباء بالجنوب ويرجع أصل المشكل في قطاع الصحة بالجنوب، حسب مصادرنا، إلى عدم وجود جامعات تدرس تخصص الطب بالولايات الجنوبية، حيث بقي هذا التخصص حكرا على أكبر الجامعات في الجزائر، وزيادة على ذلك يدرس الناجحون بالبكالوريا تخصص الطب، في جامعات المدن الكبرى، لسنوات عديدة، فيجد هؤلاء الطلبة مستقبلهم المهني بهذه الولايات ويقررون عدم العودة لولاياتهم الأصلية، فيستقرون ويعملون بالولايات التي درسوا بها ويبقى شرط الخدمة المدنية في الجنوب مجرد حبر على ورق، وبالتالي تجد مستشفيات الولايات الداخلية نفسها خالية من الأطباء وجميع ممتهني السلك الطبي. مستشفيات بدون أطباء بالولايات الداخلية والسبب.. "الخدمة المدنية" ! وكمقارنة بين الولايات، أكدت ذات المصادر، أن هناك فرق شاسع بين المؤسسات الإستشفائية المتواجدة بالولايات الداخلية وبين نظيرتها بالمدن الكبرى، وهذا من جميع النواحي وعلى رأسها العامل البشري، الممثل في الأطباء المتخصصين والممرضين والقابلات وغيرهم، فمستشفيات العاصمة مثلا لا يقل عدد أطبائها المتخصصين في التوليد عن ستة في حين لا يتجاوز عددهم بالجنوب في كل مؤسسة استشفائين طبيبين، فعلى سبيل المثال نجد في مستشفى الجلفة طبيبين متخصصين في التوليد لكنهما غير دائمين أي أنهما قدموا للعمل في إطار الخدمة المدنية فقط ويعودون الى ولاياتهم الأصلية. السجن الكابوس الجديد للأطباء والهجرة الملاذ الوحيد وتؤكد الإحصائيات بأن أزيد من 10 ألاف طبيب كونتهم الجزائر، هربوا بعدها الى الخارج، ويتوقع أن تتسبب هذه الحادثة في ارتفاع ظاهرة هجرة الأطباء الى الخارج، من منطلق أن لا وجود لدولة تعاقب أطبائها على أخطاء مهنية بالحبس، الأمر الذي أصبح أيضا وسيلة تهديد للأطباء من طرف المرضى، وبالتالي أصبح الطبيب يعيش حالة من الذعر والخوف مشجعة للهجرة، الأمر الذي يمثل تهديد حقيقي للصحة العمومية بالجزائر في ظل صمت الوزارة الوصية. عقاب الطبيب المخطأ تتكفل به هيئات وليس العدالة وأوضحت نفس المصادر، بأن عمليات توليد النساء الذين يعانون من مشاكل صحية أمر صعب، ومن بين الأسباب الشائعة لوفاة الحوامل هو التدفق الدموي وهو أمر متعارف عليه دوليا، لكن العقاب الذي ينتظر الطبيب المخطأ لا يكون أبدا عن طريق القضاء بل من طرف هيئات مختصة في معالجة الأخطاء الطبية، خاصة في ظرف تجد فيه طبيبتان يتداولان على توليد 40 حالة يوميا.

من نفس القسم - صحة وعلوم -