بوشوارب يستثمر في الصراع بين تبون وحداد وهذه هي أهدافه

الجزائر/ عادل خالفة لا يلبث الجزائريون أن ينسوا فضائح وزير الصناعة السابق عبد السلام بوشوارب، حتى يخرج الأخير ليذكرهم بنفسه، من خلال فصل جديد من فصوله، حيث أراد هذه المرة أن يستتثمر في الصراع القائم بين الوزير الأول عبد المجيد تبون ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد، من خلال محاولته الترويج على أنه الرابح الأكبر من هذه القضية. وحسب ما أكدته مصادر مطلعة لـ"المصدر"، فإن الوزير السابق للصناعة أسّر لأحد مقربيه بأنه المستفيد الأكبر من صراع الوزير الأول عبد المجيد تبون ورجل الأعمال علي حداد الذي أسال الكثير من الحبر مؤخرا، وهذا لإقناع الجزائريين بالفكرة وينسيهم فضائحه الكثيرة بقطاع الصناعة الذي عاث فيه فسادا من جميع الجوانب. فضائح الوزير السابق للصناعة عبد السلام بوشوارب رغم أنها لم تكن واضحة المعالم خلال فترة استوزاره للقطاع نتيجة تصريحاته المغلوطة للصحافة ووعوده الزائفة بحل جميع مشاكل الصناعة في البلاد وجعلها المحقق الأول للثروة في ظل ما يعانيه الإقتصاد الوطني من أزمة، إلا أنها لم تلبث كثيرا لتطفوا على السطح وينكشف المستور بعد قيام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالتغيير الوزاري الأخير الذي أطاح برأس بوشوارب واستبدل بنائب من البرلمان وهو بدة محجوب. بوشوارب يدفع ضريبة تشويه صورة الرئيس في الصحافة الفرنسية لم تكن فضائح بوشوارب ظاهرة للعيان رغم تسريبات عن حديث الصالونات المغلقة عنها في كل مرة، حتى ورد اسمه في تحقيق استقصائي أجرته 107 مؤسسة صحفية في 78 دولة حول العالم، حول جرائم التهرب الضريبي وقضايا فساد حول العالم بقيمة عشرات مليارات الدولارات، حيث أكد التقرير تهريب بوشوارب لثروات الجزائر وإخفائها في ملاذات ضريبية أمنة في دولة باناما، حيث يملك هناك شركة وهمية تحمل تسمية “رويال اريفال كورب” وهي شركة لإدارة حساب في البنك السويسري NBAD Private BANK SA، ويتم تسيير هذه الشركة من طرف شركة أخرى مقرها في لوكسومبورغ يملكها عبد السلام بوشوارب، وهي مؤسسة الدارسات والاستشارة، وهي الفضيحة التي لم يصدر وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوراب، أي تعليق عنها، في وقت أبدت فيه الرئاسة غضبها من وضع صورة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على أولى صفحات جريدة "لوموند" الفرنسية مرفوقة بالمقال الذي يتحدث عن بوشوارب ورفعت دعوى قضائية ضد الجريدة لكنها سحبتها مؤخرا، وهو الأمر الذي عجل بالإطاحة برأس بوشوارب من وزارة الصناعة حسب مراقبون. إهدار أموال الشعب في مشروع فاشل وفور استلام بدة محجوب لحقيبة الصناعة، حتى قام بإقالة أغلب إطارات الوزارة المحسوبين على بوشوارب مما أكد على انطلاقه في حملة تطهير واسعة، تابعها بفتح تحقيقات في عدد من المشاريع والملفات، وعلى رأسها مجمع الحديد والصلب  بدأت فضائح المسئول السابق عن القطاع تنكشف شيئا فشيئا، حيث كشفت التحقيقات التي قامت بها مصالح بدة محجوب، عن إهدار ما يقارب مليار دولار في مصنع الحديد والصلب بعد تأميمه من الشريك الهندي أرسيلور ميتال و720 مليون دولار في عملية اعادة تأهيل "فاشلة" للفرن العالي رقم 2 بمركب الحديد والصلب بالحجار والذي توقف عن الاستغلال في سبتمبر 2015، حيث ذهبت أموال الدولة هباء منثورا عوض ان تذهب لهدفها الحقيقي وهو رفع قدرات إنتاج الحديد والصلب بمركب الحجار إلى 1.2 مليون طن من الفولاذ السائل سنويا وذلك في آفاق 2017-2018، وهذا يعود لإستخدام تكنولوجيا قديمة. مصنع نفخ العجلات يفضح تلاعب بوشوارب بملف تركيب السيارات ولم يكتفي خليفة بوشوارب في النبش في فضيحة مصنع الحديد والصلب، بل فتح فورا ملف تركيب السيارات في الجزائر للتحقيق في فضائح تحويلها الى واجهة للإستيراد المقنن، ولعل ما دفعه الى ذلك هو الجدل الذي أحدثه ما أصبح يعرف بمصنع نفخ العجلات، وتراجع بوشوارب عن قراره في عدم منح الإعتماد لمراد عولمي الوكيل المعتمد لسوفاك لإنشاء مصنع تركيب للسيارات بالجزائر بعدما كان يتوعده بعدم منحه الإعتماد وهو ما أثار استغراب اطارات الوزارة وتساؤلهم عن سبب تراجع بوشوارب، ولعل هذا ما دفع بدة ليقرر بمعية حكومة تبون بتجميد منح مشاريع تركيب السيارات في الجزائر وكذا رخص الإستيراد إلى غاية إصدار دفتر شروط جديد منظم لنشاط التركيب وتكييفه مع المعايير العالمية. بوشوارب وشقيقه يحولان وزارة الصناعة لفضاء لـ"المتاجرة" بالصفقات العمومية وزيادة على ذلك لم تسلم الصفقات العمومية هي أيضا من التلاعب خلال فترة استوزار بوشوارب لقطاع الصناعة، حيث تسبب في ما بات يعرف بفضائح المناطق الصناعية بالتعاون مع شقيقه، من خلال منح المشاريع عن طريق الرشاوي ولعل ما ظهر منها تورطهما في منح صاحب شركة مقاولات “ابن ابراهيم” بقسنطينة، صفقة لإنجاز مشروع  تهيئة المنطقة الصناعية بعين اسمارة بقسنطينة الذي دفع مقابل الحصول على صفقته رشوة قدرت بـ10 ملايير سنتيم لشقيق الوزير، إلا أن السلطات العمومية قررت تجميده، بعد إقالة الرئيس للوزير عبد السلام بوشوارب من منصبه. بوشوارب سبب فشل منتدى حداد و"مخرب" علاقته مع شقيق الرئيس وزيادة على ذلك، تسبب بوشوارب أيضا في إفساد المنتدى الاقتصادي الافريقي المنعقد السنة الماضية بقصر الجزائر للأمم، وحتى في إفساد العلاقة بين شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد. تدهور علاقاته مع أعضاء حزبه وكوابيس المتابعة القضائية يؤرقان بوشوارب ويعيش  بوشوارب أسوأ أيامه بعد خروجه من الباب الضيق للحكومة، بعدما كان أخر وزير يتوقع أن يمسه التغيير، ليصبح اليوم، أخر شخص يريد زملائه في حزب التجمع الوطني الديمقراطي ونواب البرلمان بغرفتيه الحديث معه هاتفيا، دون الذهاب الى الإلتقاء به، وهذا في إطار سياسة معاملته بالمثل، كما أكدت مصادر جد موثوقة بأن بوشوارب يعيش حالة من القلق هذه الأيام من متابعته قضائيا بسبب الفضائح التي تورط فيها سواء من قريب أو من بعيد.

من نفس القسم - سيـاســة وأراء -