الصحافة في الجزائر تحتضر.. عناوين تختفي وأخرى تحارب من أجل البقاء!

الجزائر/ نادية.ب لا يبدو مستقبل الصحافة في الجزائر ورديا. واقع مرير ذلك الذي يواجهه الصحافيون. عناوين تختفي من المشهد وتغلق أبوابها في وجه عمالها، في حين يصارع البعض الآخر على قلته من أجل البقاء.  نعم كل المؤشرات تدل على أن السلطة الرابعة في بلادنا تحتضر دون أن يتحرك أحدهم. !! أخبار مؤلمة نتلقاها يوميا  من داخل قاعات التحرير،  تشتكي في مجملها من الأوضاع المزرية التي بات يعيشها قطاع الإعلام، بسبب تراكم عدة مشاكل على مدار سنوات، أهمها غياب إستراتيجية واضحة وإرادة سياسية للنهوض بهذا القطاع حتى يكون الحسيب والرقيب على المال العام، وغيرها من الأهداف النبيلة التي تقدمها مهنة المتاعب لكنها مهددة. قد لا يكون توقف جريدة " لاتريبون" الناطقة بالفرنسية عن الصدور منذ يومين، الخبر الأخير في زماننا. والأكيد أننا سننهض صباح الغد ونتوجه إلى بائع الجرائد للبحث عن "صحيفتنا المميزة" وهناك  سنصدم  بنبأ أنها إندثرت.  ليست مبالغة لأن كل الأرقام والمؤشرات تؤكد بالدليل القاطع  أن مستقبل الإعلام في الجزائر  غامض وضبابي. خاصة بالنسبة للصحافة الورقية التي باتت تصارع  في صمت من أجل البقاء في  ظل التطور التكنولوجي، وعصر الهواتف الذكية.  وكنتيجة لذلك  خسرت الصحافة المكتوبة في السنوات الأخيرة نفوذها في الجزائر ولم تعد لها قوة تأثير في صناعة الرأي العام  كما كانت في السابق.  سواء من ناحية السحب الذي تراجع كثيرا، أو عدد القراء الذين يبحثون عن  المعلومات والأخبار عبر النت. أو بسبب  الإعلانات التي تمثل المصدر الأساسي لتمويل هذه المؤسسات الإعلامية  بالإضافة إلى شح المعلومات وغياب ثقافة الاتصال المؤسساتي. لكن الأصعب من ذلك، غياب الإطار القانوني والتنظيمي لضبط قطاع الإعلام الذي تسيره الأهواء والمصالح الشخصية والحسابات السياسية الضيقة في غالب الأحيان، دون الالتفاف إلى ما يعانيه الصحافيون من وضع إجتماعي "صعب" وافتقارهم لنقابة تحميهم من تعسفات وتضيقات السلطة. وضع يتجاهلة كثيرون، فكيف لصحفي بالكاد يكفيه مرتبه الشهري، ولا يملك منزلا  أن يواجه ضغوطات الحياة وثقل الرسالة التي يحملها على عاتقها لوحده. طبعا الملاحظون لهذا الوضع قليلون جدا. لأنهم لا يدركون "قدسية" هذه المهنة والأدهى من ذلك يُحمّلون أصحابها مسؤولية  الوضع التعيس الذي نعيشه. صحيح قد لا يخلو أي  مجال من مجالات الحياة، من المنتفعين وأصحاب المصالح، لكن الأكيد أن الصحافة لن تكون تلك "البنت الفاضلة" في مجتمع عششت فيه الرداءة، وبات للرداءة أهلها.

من نفس القسم - صحة وعلوم -