عمال قطاع الصحة يدفعون ضريبة سنوات من إهمال المرضى

الجزائر/ ليلى.ع لا تزال "لعنة" المرأة الحامل المتوفية وجنينها بالجلفة نتيجة الإهمال، تطارد عمال السلك الطبي بجميع مستوياته وعبر مختلف المؤسسات الإستشفائية، حيث خلقت الحادثة منعرجا جديدا في علاقة المرضى بأطبائهم بالمستشفيات، وهي العلاقة التي لا طالما كانت "متشنجة" نتيجة لبعض التصرفات المنعزلة لأطباء أو ممرضين مع قاصدوا المستشفيات، أو العكس. حادثة وفاة حامل وجنينها بالجلفة بعد تقاذفها بثلاث مستشفيات، لا تعد الأولى من نوعها التي شهدها قطاع الصحة بالجزائر، لكنها استطاعت احداث ثورة بالقطاع وإثارة الرأي العام الذي تعاطف مع المرأة المتوفية، وهذا كونها مثلت القطرة التي أفاضت الكأس، خاصة بعدما وصل الأمر الى التحقيق الأمني وأصبحت القضية على رفوف المحاكم، وهو الأمر الذي شجع الكثيرون على مواجهة عمال السلك الطبي بالمستشفيات بداية من الطبيب وصولا الى الحارس وفضح إهمالهم وتجاوزاتهم مع المرضى عبر فيديوهات وصور يبثونها على مواقع التواصل الإجتماعي. ولا يمكن لأي أحد إنكار أنه استمع أو عايش احد حوادث الإهمال بمستشفى أو مستوصف أو أي مؤسسة إستشفائية عمومية، خاصة من طرف الممرضين أو القابلات أو حتى أعوان الأمن والنظافة، فالكل على أعصابه داخل مستشفيات الجزائر، نتيجة الضغط الذي يعيشونه يوميا، الناجم عن ضعف التسيير والتنظيم، وهو ما ضل الى حد بعيد مجرد قصص يتداولونها الجزائريون فيما بينهم، دون إيصال الأمر الى مصالح الأمن أو حتى الى مدراء القطاع الولائيين. إلا أن الأمر إختلف اليوم، بعدما لاحظ الجزائريون تحركا فعليا لمصالح الأمن والقضاء في قضية المرأة الحامل التي توفيت وجنينها بالجلفة، حيث أصبحوا لا يخافون من فضح تعاملات أفراد السلك الطبي معهم وكشف تجاوزاتهم، ولعل أخرها الفيديو الذي صور اليوم بمستشفى بومرداس والذي كشف تقاعس الأطباء والممرضون عن معاينة المرضى الذين عجت بهم قاعات الإنتظار، مما دفع بأحدهم الى إقتحام القاعة وتصويرهم بصدد تناول المثلجات غير أبهين لألام المتواجدين خارجا. من جهتها كانت النقابة الوطني لأطباء الصحة العمومية قد توجست مما سيترتب عن قضية المرأة الحامل من تحريض على العنف ضد الأطباء والعاملين بقطاع الصحة، بدون إستثناء، كنتيجة لحالات الغضب التي يعيشها الجزائريون، وهو ما دفع بالأطباء عبر مجموعاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي لمطالبة السلطات العمومية بحمايتهم من بعض أعمال العنف التي قد يتعرضون لها مستقبلا.

من نفس القسم - صحة وعلوم -