زيــــــارة إلى باريس.. هل يواجه تبون نفس مصير علي بن فليس ؟

الجزائر/ نادية.ب تنقضي العطلة السنوية للوزير الأول عبد المجيد تبون هذا الثلاثاء، وسط ترقب وسوسبانس كبير لما سيقوله الرجل عن لقائه "غير الرسمي" مع نظيره الفرنسي، إدوارد فيليب، من جهة، وتسريبات تحدثت عن انزعاج الرئيس بوتفليقة منه بسبب ما وصف بتحرشاته برجال الأعمال على خلفية قراراته التي اتخذها،  من جهة أخرى. وقف العديد من المحليين والمتابعين في الأسابيع الأخيرة عند عدة نقاط شغلت الرأي العام، ارتبطت في مجملها بإسم الوزير الأول عبد المجيد تبون، الذي لم يقل كلمته تجاه ما يحدث بسبب تواجده خارج البلاد . والأكيد أن تبون سيكون  بمجرد عودته من سفريته ، مطالبا بتوضيح عدة أمور لا تزال مبهمة وغامضة، في مقدمتها هل تم اللقاء الذي جمعه مع نظيره الفرنسي، بعلم من رئاسة الجمهورية،  أم في الخفاء ، وكذا خلفيات "الدردشة"، خاصة وأن هذه الحادثة أثبتت أن الجزائر بمسؤوليها  تعاني من مشكلة عويصة ألا وهي العقدة  الفرنسية تجاه - المستعمرة القديمة-  فكل حدث مرتبط بهذا البلد يصنع الحدث وبإسهاب في جزائر الاستقلال. إمتحان ثان يُنتظر أن يجيب عبد المجيد تبون عن أسئلته دون إخفاق، الأمر يتعلق  بحكاية التسريبات الأخيرة التي تحدثت عن انزعاج الرئيس بوتفليقة من إجراءات الحكومة في إطار مساعي فصل المال عن  السياسة. و الأكثر من ذلك أن الجهة المسربة التي لا يعلم مصدرها ويرجح أن تكون رئاسة الجمهورية، أشارت إلى أن الرئيس طالب بصيغة الأمر من تبون وقف تحرشاته تجاه المتعاملين الإقتصاديين، والتي حملت طابعًا إشهاريًا رسم صورة سيئة لدى المراقبين الأجانب لمناخ الاستثمار في الجزائر"  تقول الرسالة المسربة. سيناريوهات قد لا يكون الشبه متطابقا مئة بالمائة، لكن سبق وأن عايش رئيس الحكومة الأسبق، علي بن فليس حادثة مماثلة، كالتي يعيشها تبون حاليا، عندما قام بزيارة إلى فرنسا سنة 2003 بتكليف من الرئيس بوتفليقة، تحضيرا لزيارة جاك شيراك إلى الجزائر . وبالرغم من أن تنقل بن فليس حمل الطابع "الرسمي"، لكن "المزعج" في تلك الزيارة بالنسبة للرئيس بوتفليقة أن السلطات الفرنسية أعدت برنامجا حافلا لعلي بن فليس،  بحكم أنها كانت أول زيارة رسمية لرئيس حكومة جزائري إلى باريس منذ عام 1994 . والتي كان عنوانها الأبرز "إعادة التأسيس" لعهد جديد من العلاقات الجزائرية بعد وصول بوتفليقة إلى سدة الحكم. وحظي بن فليس، بإستقبال الرئيس الفرنسي، جاك شيراك في قصر الاليزيه، وأقيمت على شرفه، مأدبة غداء. كما وصفت الخارجية الفرنسية زيارة بن فليس بأنها "زيارة رسمية رئيسية". ولم يتم التعامل معها على أنها جاءت تحضيرا لزيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى الجزائر. ونقلت مراجع إعلامية وقتها أن الرئيس بوتفليقة لم يخف "إنزعاجه" من زيارة بن فليس إلى باريس، وأحس بأن الأخير حاول استغلالها لصالحه وعرض نفسه كمرشح للجمهورية الجزائرية ومنافسا لبوتفليقة، خاصة وأن الزيارة تمت سنة 2003، أي قبل سنة من تنظيم الانتخابات الرئاسية. وكان هذا الأمر من بين أحد أسباب توتر العلاقة بين بوتفليقة وبن فليس، التي وصلت حدود القطيعة. وبعد حادثة تبون، مع  نظيره الفرنسي، إستذكر عدد كبير من المتابعين للشأن السياسي هذه الواقعة، وربطوا بينهما، من منطلق أن العلاقات مع فرنسا ترسم في حدود ضيقة جدا ومن طرف مسؤولين معينين ولا يسمح لأي شخص بتجاوزها، وفي حال فعل، فإنه سيغادر منصبه بكل بساطة.

من نفس القسم - سيـاســة وأراء -