الدهس والطعن.. إرهاب من نوع أخر يرعب أوروبا

  الجزائر/ ليلى.ع يعيش العالم الغربي وسط دائرة من الرعب، فلم يعد يتوقع الأوروبيون متى وأين سيتعرضون لإعتداءات إرهابية، لكن من نوع أخر، فالعمليات الإرهابية لم تعد تحتاج الى قنابل ورشاشات ومسدسات بل أصبحت تكتفي بسيارات أو شاحنات وأسلحة بيضاء تتمثل في سكاكين المطبخ في غالب الأحيان. "أوروبا لم تعد أمنة"، عبارة أصبح يرددها السياح في إختيارهم لوجهات قضائهم للعطلة، فالكل أصبح متوجسا من عمليات الطعن والدهس الإرهابية التي تقرص أوروبا في كل مرة، والتي لم تجد لها عناصر الشرطة المختلفة أية حل على اعتبار أنها لا تعتمد على أسلحة وقنابل، الأمر الذي صعب عليها عمليات العثور على الإرهابيين قبل حدوث الكارثة، كما يتعذر عليها التكهن بهوية الإرهابيين المتواجدين على أراضيها كونهم لا يحملون علامات تميزهم كما في السابق، خاصة وأنه يتبين في الكثير من المرات بعد الإعتداء أن المعتدي مواطن من البلد الذي نفذ فيه جريمته وليس مهاجرا قدم إليها ، إلا أنه في مرات عدة تكتشف الشرطة أن منفذ الهجوم مهاجرا مقيما بالبلد. ووصل عدد عمليات الدهس بأوروبا وأمريكا في ظرف ثلاث سنوات فقط 13 حادثا، حيث بدأ الأمر باعتداء الكيبك الكندية في 2014 الذي يعد البداية الحقيقية لهذه العمليات الإرهابية التي أسفرت عن مقتل جندي كندي وإصابة آخر، ثم ديجون ونانت الفرنسيتان شهر ديسمبر 2014 حيث شهدت المنطقتين عمليتي دهس في يومين متتاليين، ورغم أن العمليتين أسفرتا عن قتيل واحد وإصابات متعددة، إلا أنها أشاعت الذعر في البلاد، خاصة أنها تزامنت مع الاحتفالات برأس السنة الجديدة، لتلتحق بهما حادثة نيس التي مثلت الكارثة الحقيقية شهر جوان 2016 التي كانت الأسوأ على الإطلاق في تاريخ هذا النوع من الإرهاب الدامي، حيث تم استخدام شاحنة استهدفت حشدا جماهيريا ضخما خلال الاحتفالات بيوم الباستيل، ما أسفر عن سقوط 86 قتيلا وإصابة 458 آخرين، ثم اعتداء جامعة أوهايو الأمريكية التي شهدت حادثة دهس وطعن في صباح أحد أيام شهر نوفمبر 2016، نفذها لاجئ صومالي شاب يدعى عبد الرزاق علي أرتان. وأسفرت العملية عن مقتله وسقوط عدد من المصابين، ثم هجوم برلين 2016 الذي أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة 56 آخرين، ثم أحداث ويستمينستر - لندن شهر مارس الماضي، التي أسفرت عن إصابة أكثر من 50 شخصا، لقي أربعة منهم حتفهم في وقت لاحق، ثم اعتداء ستوكهولم السويدية الذي أسفر عن مصرع خمسة أشخاص وإصابة 14 آخرين، ثم هجوم جسر لندن في جوان من العام الحالي، الذي أسفر الهجوم الإرهابي عن مصرع 8 أشخاص وإصابة 48، ثم هجوم منتزه فينسبوري الذي أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص واعتقال الجاني، ثم هجوم الإليزيه في جوان الماضي، ثم هجوم لوفالوا بيريه، ثم هجوم مدينة تشارلوتسفيل بولاية فيرجينيا الأمريكية الذي أسفرت عن مصرع سيدة وإصابة 19 آخرين، وكانت الأخيرة عملية الدهس التي شهدتها مدينة برشلونة الذي أدى الى مصرع العشرات واصابة المئات. وزيادة على عمليات الدهس، تشهد أوروبا عمليات طعن بين الفينة والأخرى ، متسببة في حالات هلع وخوف بين سكانها والسياح، ولعل أخرها حادثتي فنلندا وروسيا.

من نفس القسم - صحة وعلوم -