"القندورة" و"الشاشية".. تخطف جيل الشباب وإرتداءها في العيد مقدس

الجزائر/ نادية.ب خلال  عيد الأضحى المبارك، تتوارى إلى الخلف الألبسة العصرية الكلاسيكية بألوانها المختلفة، لتحل محلها الملابس الأصيلة التي تشد الناظرين  إليها بجمالها وأناقتها وحضارتها. وفي مشهد رائع يزيد من العيد حلاوة يحرص جيل الشباب على إرتداء أزياء تقليدية في هذه المناسبة الدينية كـ"القندورة" و" الشاشية" التي تزيدهم وقارا، و"البلغة" التي تعوض الأحذية الرياضية. إضافة إلى لمة العائلة والأحباب وذبح الملايين من الأسر الجزائرية لأضحية العيد إقتداء بالسنة، وتبادل الزيارات و التهاني في المساجد والمصليات، التي تعتبر من الأمور المقدسة في الأعياد الدينية الإسلامية، لا يمكن إخفاء الجانب الجمالي لهذه المناسبة التي يُحاول فيها كل واحد منا الظهور بأبهى حلة. وبدت اليوم المدن الجزائرية في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وكأنها تتنافس ضمن عرض أزياء خصص للألبسة  التقليدية، في مظهر تراثي، يؤكد أنه لا يمكن لأي شعب من الشعوب التي لها حضارة طبعا ، أن ينقطع  عن تاريخه وتقاليده، مهما حاولت العولمة بسط هيمنتها وتفريق الشعوب عن ثقافاتهم وتاريخيهم. ففي الأحياء الشعبية العتيقة من باب الوادي إلى القصبة مرورا بحي بلكور  ببلوزداد  وصولا إلى الحراش، وفي كل قرية ودشرة من جزائرينا العميقة خرج الكبير والصغير متوجها إلى مساجد الله لأداء صلاة العيد مكبرا ومهللا لقدوم هذا اليوم المبارك.  لكن ذلك لا يكون إلا قبل إرتداء الأزياء التقليدية، ممثلة في القندورة وحتى الجبادور الرجالي وغيرها، وهي الألبسة التي باتت تصاميمها مبتكرة وتزاوج بين الأصالة والمعارصة في مظهر يضفي نكهة " مميزة"  للعيد. ويقول وليد. ع، في حديثه مع " المصدر" "لا يمكنني الذهاب للمصلى  لأداء صلاة  عيد الفطر أو الأضحى، من دون "قندورة"  التي تعوّدت على لبسها منذ أن كنت صغيرا  وأفتخر بذلك". لا يقتصر هذا الرأي على وليد فقط، فهناك الكثير ممن يشاطرونه في هذا الأمر بالذات، فهم يعتقدون أن الأعياد الدينية في الإسلام لها قدسيتها وروحانيتها، والأكيد أن اللباس يجب أن يكون متناغما مع ما تم ذكره. تراث ثمين يقاوم الاندثار وازداد شغف الجزائريين بالألبسة التقليدية في السنوات الأخيرة، بعد أن ضيعوها أو بالأحرى هجروها في فترة من الفترات، بسبب إهمال  الجهات الرسمية لقطاع الصناعات والأزياء التقليدية، بعدم تشجيع النشاطين في هذا المجال ومرافقة أعمالهم، وهو ماجعل العديد منهم يغير حرفته خوفا من البطالة المبكرة. ويحرص عدد من المهتمين بهذا المجال الرائع على إعادة بعث مبادرة إحياء الموروث الثقافي والتقليدي في بلادنا، وكان من بين المبادرة تلك الحملة التي تُعنى بـ"إلبس جزائري"، أطلقها رواد على مواقع التواصل الاجتماعي لكنها لاقت رواجا كبيرا واستطاعت التعريف بعادات وتقاليد الجزائر التي لا تعد ولا تحصى. وإن كان تثمين مثل هذه المبادرات "واجبا أخلاقيا" قبل كل شيء إلا أنها تبقى "محتشمة" وتحتاج إلى إرادة سياسة، لأن الشعوب تقاس بالتاريخ والإرث والهوية والحضارة قبل أي شيء آخر.

من نفس القسم - صحة وعلوم -