"الكراسي" تنوب عن "النواب" في مناقشة برنامج أويحي

الجزائر / جمال.ح
بمجرد إنتهاء الوزير الأول، "احمد أويحي"، من عرض برنامجه حكومته على نواب المجلس الشعبي الوطني، حتى شرع النواب في الإنصراف من داخل قاعة الجلسات واحدا تلو الآخر، وكان وظيفتهم هي الإستماع وليس المناقشة تاركين ورائهم كراسي شاغرة تنوب عنهم في المناشقة والرد على ماجاء به أويحي.
شهدت الجلسة الخاصة بعرض ومناقشة مخطط عمل الحكومة صورتين متناقضين لنواب المجلس الشعبي الوطني، فالصورة الأولى تظهر إمتلاء القاعة عن أخرها بالنواب خلال خطاب احمد اويحي والتفاعل الكبير من طرف النواب معه، أما الصورة الثانية وهي هجرة جماعية للنواب من داخل قاعة الجلسات بمجرد إنتهاء أويحي من عرض مخطط عمله، حتى أصبح يتخيل للمشاهد انه في قاعتين مختلفين، فالكراسي وحدها من تتحدث عن الغياب الشبه كلي للنواب الذين تفرغو للنزول لبهو قاعة المجلس، لإرتشاف القهوة والسجائر، وتبادل الحديث مع بعضهم البعض في مسائل شخصية لا تهم المواطن، في خرق صريح للدستور الجديد الذي يلزم النواب بمناقشة القوانين، أما العشرات وهم قلة قليلة الذين لم يغادرو القاعة فتجدهم يهمسون إلى بعضهم البعض ويتبادلون الكلمات والضحك بدون أي قيمة للمجلس الوزاري الذي يتصدر الجلسة.
فصورة المجلس الشعبي الوطني بالأمس تدل بأن نواب الشعب في واد، والأزمة الاقتصادية التي أتعبت المواطن في واد أخر، وهو ما يطرح عدة تساؤلات، حول إنضباط النواب واحترامهم للقوانين التي يشرعونها في ظل صمت السلطات.

من نفس القسم - صحة وعلوم -