فرنسا تناور بشباب الجزائر عشية ذكرى الثورة التحريرية !

الجزائر/ أحلام.ع

انتشرت صور اليوم، بمواقع التواصل الإجتماعي، تبين مئات الشباب مصطفين في طوابير أمام مدخل المركز الثقافي الفرنسي، لإجراء إمتحان اللغة الفرنسية الإجباري قصد الحصول على التأشيرة للدخول للأراضي الفرنسية، الذي اختارت سفارة فرنسا بالجزائر أن يكون موعده عشية إحتفال الشعب الجزائري بذكرى الثورة التحريرية المجيدة من الإستعمار الفرنسي، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات حول مساعي فرنسية للمناورة بالشباب الجزائري عشية ذكرى ثورة أجداده المجيدة، خاصة وأن المركز رفض فتح أبوابه لهؤلاء الشباب وتركهم خارجا ينتظرون لساعات.

ولعل ما يؤكد الشكوك على التشويش الفرنسي على الجزائر عشية إحتفالها بذكرى ثورتها التحريرية ضد الإستعمار الفرنسي الغاشم، حذف المركز الثقافي الفرنسي لإمكانية التسجيل عبر موقعه الإلكتروني وإجبار المئات من الشباب على التنقل إلى مقره المتواجد بقلب العاصمة، وجمعهم في طوابير خارج أسواره مع رفض فتح الأبواب لأي منهم، وهو ما يؤكد من جهة أخرى بأن العلاقات الجزائرية الفرنسية ليست في أحسن أيامها، نظرا للملفات التاريخية والإقتصادية التي ضلت عالقة بين الطرفين، وعلى رأسها ملف استرجاع جماجم الشهداء المتواجدة بمتحف باريس والإعتراف الرسمي بالجرائم الفرنسية المرتكبة في الجزائر بالإضافة الى ملف الإستثمار في سوق السيارات حيث بقي لحد الساعة مشروع إنشاء مصنع تركيب لسيارات العلامة الفرنسية بيجو بالجزائر حبيس الأدراج نظرا لعدم استكمال المفاوضات عليه.

من جهة أخرى، الصور التي انتشرت على الفايسبوك، أقل ما يقال عنها أنها "مؤسفة" كونها تحكي الوضع الذي دفع بالشباب الجزائري بجميع مستوياته ولعل أغلبه من الطلبة الجامعيين للتجمع بالمئات أمام المركز الثقافي الفرنسي قصد الحصول على التأشيرة للدخول للأراضي الفرنسية، وهذا كله يحدث عشية إحتفال الجزائر بذكرى إندلاع الثورة المجيدة ضد الإستعمار الفرنسي !!. أسئلة كثيرة هي التي تدور في أذهان من يرى مشهد اليوم، لعل أبرزها ماهي الرسالة التي يريد المركز الثقافي الفرنسي تمريرها بتجميع المئات من الطلبة بيوم واحد في قلب العاصمة من أجل إجراء إمتحان؟، وهل فعلا الشباب الجزائري بجميع مستواياته العلمية أصبح متعطشا للهجرة الى أوروبا؟، وهل يرى هؤلاء أن ارض الوطن لم تعد تسع أحلامهم الى هذه الدرجة؟، ولماذا فرنسا في وقت ليست العلاقات الفرنسية الجزائرية في أحسن حالاتها؟ أم أن الشباب الجزائري يرى فيها مجرد بلد عبور الى مختلف البلدان الأوروبية؟.

هي كلها تساؤلات أجوبتها يحكيها الواقع المعاش، وأرقام الهجرة و"الحرقة" التي نقرأها يوميا عبر وسائل الإعلام، فهل ستتخذ السلطات الجزائرية الإجراءات اللازمة للحد من الظاهرة ورفع الغبن عن هذه الشريحة، أم أنها ستكتفي بطرح "الوعود" كحال مترشحي الإنتخابات المحلية.

من نفس القسم - صحة وعلوم -