الأحزاب السياسية في رحلة البحث عن الأصوات المنسية

الجزائر/ جمال.ح أكثر من 50 تشكيلة سياسية، إنطلقت أمس رسميا في رحلة البحث عن ولوج المجالس المحلية البلدية والولائية، حملة تدوم إلى غاية ال20 من شهر نوفمبر القادم، سيصول ويجول فيها المترشحون، علّهم يظفرون ببقايا الأصوات المنسية. ولد عباس الآفلان إختار الإنطلاق من العاصمة، وبن يونس الأمبيا انطلق من تمنراست، أما علي بن فليس الصوت المعارض فكانت محطته الأولى من أقصى الجنوب ولاية أدرار، فيها إختار الناطق الرسمي باسم أويحي الأرندي شهاب صديق ولاية بومرداس، فالملاحظ أن أول وثاني أيام الحملة كانت باهتة والأحزاب لم يعد بمقدورها أن تملك الآليات لإستقطاب المواطن واكتفى غالبية رؤساء الأحزاب بإستدعاء مرشحيهم وعائلاتهم  لملىء القاعات في أولى أيام الحملة. فشل غالبية المترشحين ورؤساء الأحزاب في وجود طريقة لإقناع وإستقطاب المواطنين، خلال تدشينهم لأولى أيام الحملة الانتخابية، مؤشر يدل على أنهم أصبحوا عاجزين ولم يبق لهم ما يقولنه الآن، فالمواطن الذي كان يملأ القاعات فيما سبق إيمانا منه في خطاباتهم ووعودهم الرنانة، التي كان هؤلاء يتغنون بها مع كل محطة إنتخابية، فبقدر ماكان هذا المواطن يهرول للضفر بإحدى المقاعد داخل قاعة المهرجانات والخطابات، أصبح اليوم ينفر منهم و يستدير لهم ضهره أينما وجدهم لأنه أصبح مصابا بالتخمة الكلامية الزائدة جراء خطاباتهم المتكررة والبعيدة عن الواقع والتطبيق. فالكراسي التي نابت عن المواطنين في اليومين الأولين من الحملة الإنتخابية، تتطلب من الأحزاب السياسية معارضة كانت أم موالية، الوقوف مع أنفسهم وترشيح واقع خالهم وإعادة النظر في واقع خطاباتهم، لكي يستطيعون في المعادلة والإسهام في محاربة ظاهرة العزوف الانتخابي في الأيام القادمة المتبقية من عمر الحملة. المؤشرات تقول أن النتائج المنتظرة لن تختلف كثيرا عن سابقاتها وإنتخابات نوفمبر ستتشهد إرتفاعا طفيفا من حيث نسبة المشاركة، مقارنة بالتشريعيات الفارطة بالنظرا لخصوصية الانتخابات المحلية.

من نفس القسم - صحة وعلوم -