الناشط السياسي كريم طابو لـ"المصدر": لا وجود لمؤشر يؤكد أن رئيس الجمهورية يختاره الشعب !

 الجزائر / حاورته: إبتسام بوكتير

يعود النقاش مجددا إلى الساحة حول ظاهرة العزوف عن المشاركة في الانتخابات، مع اقتراب موعد إجراء انتخابات المجالس البلدية والولائية المقررة في 23 نوفمبر، حيث اختلفت مواقف الموالاة والمعارضة بين من يعتقد أن الإقبال سيكون مقبولا ومعقولا بسبب ما تمثله البلدية للمواطن، وبين من يرى أن عدم نزاهة العملية الانتخابية وضعف سلطات المجالس البلدية وفقدان الثقة بين المواطن والسلطة سيجعل سيناريو العزوف الشعبي يتكرر مرة أخرى وهذا ما اكده النائب البرلماني السابق كريم طابو ورئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي قيد التأسيس لـ"المصدر" حيث أكد ان كل المؤشرات تدل على تطليق المواطن لكل فعل سياسي.

- ماهو تقييمكم لمسار الحملة الإنتخابية لحد الساعة؟

هي كباقي الحملات الانتخابية، محتشمة على الصعيد الوطني رغم وجود القليل من الحراك في بعض المناطق الذي يعود لأسباب خاصة، كولايات بجاية، تيزي وزو ومناطق اخرى، لكن على المستوى الوطني يبدو أنها ستمر كما مرت نظيرتها التشريعية، أي أن هناك طلاق تام بين المواطن والمؤسسات والانتخابات وكل ما يمثل الفعل السياسي وهذا كله تراكم للمهازل الانتخابية السابقة التي شالها التزوير والوعود الكاذبة وأمور كثيرة جعلت المواطن الجزائري لا يثق لا بالأحزاب ولا بالسلطة ولا بالانتخابات و في بعض الأحيان حتى بالفعل السياسي، اذا فنفس المهازل تتكرر ونفس الاغنية، فحتى الأحزاب لم تقدم اشياء جديدة ووجوه جديدة وبرامج جديدة بل هي نفس القصيدة التي تعاد وتتكرر لذا هذا لا يشجع على المشاركة السياسية للمواطن، اذا بصفة عامة الحملة لم تؤدي الى حد هذا اليوم الى خلق حراك سياسي تجعلنا نرى او نستنتج ان هناك انجذاب للمواطن الى الفعل السياسي.

- كيف ترون الخطاب السياسي للأحزاب؟

لا وجود لخطاب سياسي ولا وجود حتى للسياسة، اليوم نحن امام صور وشعارات، لأن النظام السياسي القائم منذ 1991 أدخلنا في أليات تعقيد الفعل السياسي من جهة حتى أصبحت قوانين الانتخابات في الجزائر من اعقد قوانين الانتخابية في العالم، ثانيا المستوى الرديء الذي نزلت اليه البلاد على كل الأقطاب من المؤسسات الرسمية، المسؤولين الرسميين، مسؤلي الأحزاب خاصة الذين أصبحوا يعتمدون الصورة ومن هنا نطرح السؤال أين الخطاب، فلا وجود للممارسة السياسية وهناك مقولة فرنسية تقول بان الوظيفة تخلق الهيكل عندما تكون الوظيفة موجودة تخلق الهيكل التي يمشي مع هذه الوظيفة وعندما لا تكون وظيفة من المستحيل ان يكون هياكل ولا سياسة اذا تبقى الانتخابات وتبقى الحملة الانتخابية يطغى عليها طابع الصور والشعارات.

- ما رأيكم في الحملة "الهزلية" االتي يقودها بعض المترشحين وكيف ترون الأخطاء الكارثية الموجودة على لافتات الترشح الإشهارية؟

هذا هو المستوى، الأستاذ عبد الحميد مهري رحمه الله قال "نحن في زمن للرداءة و للرداءة رجالها"، نحن نعيش ذلك من حيث مستوى المسؤولين بدون التحدث عن البلدية لان بعض البلديات نشاهد صور تتعجب لها، وكأننا في غابة أو سيرك أو مسرحية أو كوكب المريخ. عندما نشاهد مثل هذه الأمور في بلدية فهي مقبولة نسبيا ولكن عندما نسمع خطاب جمال ولد عباس أواحمد أويحي وقائمة طويلة من المسؤولين وكبار في الدولة، هنا نفهم المستوى المحلي مما نبع. المشكل هو انقراض للفكر والخطاب السياسي، وما تبقى هو جهاز بدون روح واحزاب بدون مناضلين بل هناك أناس همهم الوحيد مقعد في المجالس البلدية والولائية على أساس انهم يمثلون احزاب، لكنهم يجندون الادارة أكثر مما يجندون المواطن.

- هل نشاهد اختلاف في نسبة العزوف في الانتخابات هذه المرة وهل ستكون اعلى من المسجلة في التشريعيات الماضية ؟

على المستوى الميداني ليس هناك فرق الادارة لها فن تلاعب بالارقام، فقد يودي هذا العدد الهائل من المترشحين الى ارتفاع طفيف في نسبة المشاركة، ولكن لاحظنا من قبل ان النسبة الحقيقية لم تتعدى 12% الا ان النتائج المعلنة عنها تجاوزت 30%، فهذا النظام ليس له مشكل ان يتلاعب بالأرقام و نرى ذلك في الميدان.

- كثر الحديث عن رئاسيات 2019 وهوية الرئيس المقبل للجزائر من طرف بعض السياسين، ماهي ابرز الشخصيات التي ترشحونها؟

انا شخصيا لا ادخل في قضية ‏الأسماء ولكن استطيع أن أقول، أنه لا يوجد مؤشر يقول بأن رئيس الجمهورية ينتخب من الشعب بل كل المؤشرات تدل ان رئيس الجمهورية تختاره زمرة النظام وقد يكون هناك ‏ترتيبات داخل النظام اكثر من داخل المجتمع، فحتى ولو كان‏ الانتخابات الرئيسية حدث مهم في كل بلدان العالم ‏وهو اولوية الاولويات ولكن ما نراه اليوم في الجزائر ان النظام و الأحزاب السياسية قبلت بمنطق غير ديمقراطي اما المواطن ففهم وقبل ونحن الجمهورية الوحيدة التي تعاني من هذا.

من نفس القسم - صحة وعلوم -