كل شيء عن فيديو "كلاش" لصاحبه "ديزاد جوكر" !!

 

الجزائر/ كنزة.خ

أحدث ليلة أمس، فيديو "كلاش"، لصاحبه شمس الدين لعمراني DZ DJOCKER، ضجّة كبيرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، والعالم الإفتراضي، هذا الأخير حقّق نسبة مشاهدة خيالية في ظرف 10 ساعات من إطلاقه في موقع "يوتوب" : أكثر من مليون مشاهدة !!

لكنّ ما سرّ نجاح الفيديو وكيف استطاع "شمسو"، التأثير على الرأي العام، حدّ نسيانه لأكبر حدث سياسي، واهتمامه بفيديو لم يتجاوز الخمس دقائق ؟

حقيقة وُجب التطرّق إليها، فيديو "كلاش"، ليس مجرّد "فيديو كليب" عادي فحسب، لما يحمله من دلالات سيميولوجية، واحترافية في التصوير والتركيب، مع استعمال أحدث التقنيات، بالإضافة إلى التمثيل المميّز، الذي أدّاه شاب لم يتلقّ أيّ دروس في المجال، سوى خبرة، وراء شاشة آلة التصوير والعالم الإفتراضي، جعلته يؤثّر، وأيّ تأثير في روّاد تلك المواقع.

بداية، اختار شمس الدين لعمراني، زيّ المحارب، يتبيّن ذلك من خلال ملابسه، وعلامات الخدوش والجروح على مستوى ظهره،  دلالة على "الخداع" و"الغيْبة"، كان جالسا في الظلام الدّامس، أمامه مشعل، يدلّ حتما على الشباب "بلغة الجزائريين"، ثمّ ساعة تشير إلى الثامنة ليلا، دلالة أخرى على الموعد الذي ضربه "جوكر" لإطلاق الفيديو. هنا تبدأ القصّة.

من خلال سيناريو بسيط، وإن غلب عليه طابع "العنف" في آخر المطاف، فقد ميّزته قافية، أمثال وحكم، يفهمه عامّة الناس، حمل في طياته اتهامات لشخص "شمس الدين العمراني"، كدلالة على براءته من جلّ التهم التي نسبت له. بعدها اختار "جوكر" المشي في الليل المظلم، ثم الجري، كدلالة على "المواصلة"، حتّى "الموت". من جهة أخرى اختار "اليوتوبرز"، مجموعة مواضيع من قلب المجتمع الجزائري، عائدا إلى أبرز تواريخ الجزائر، من أجل تدعيم نصّه، الذّي فضّل تأديته بنبرة صوت حادّة وعالية في نفس الوقت، كدلالة على عدم خوفه، وتشديده على ايصال رسالته.

أمّا عن الشقّ التقني، فكان له الفضل الكبير في نجاح الفيديو، باستعمال أحدث تقنيات التصوير، ووسائل جدّ مبتكرة، بالإضافة إلى تناسق الموسيقى وحركات التمثيل والتركيب، الذي تميّز هو الآخر، إذ تبدو العملية سهلة وبسيطة، إلّا أنّ العارفين بمجال السمعي البصري، يؤكّدون على الإحترافية التي طغت على "كلاش"، على الرّغم من عدم تناسق التسجيل الصوتي، وحركات فم "شمس الدين"، في بعض المرات.

وعليه، تمكّن " شمسو ديزاد جوكر"، من كسر "المستحيل"، ليكون بذلك عبرة ومثالا، للشباب الموهوب في الجزائر، بعد الإحترافية التي تميّز بها "الفيديو الكليب"، ليفتح مناخ المنافسة، لكلّ "اليوتوبرز" ومحترفي "البودكاست"، خاصّة وأن المستقبل اليوم، لـ "اليوتوب" والمواقع الإلكترونية.

إذن هكذا استمتع كلّ من تفرّج على "كلاش"، خاصة وأن الجزائري اليوم، صار يبحث عن الإحترافية والتميّز، سواء في الأفلام، المسلسات، الفيديو كليب وغيرها، في ظلّ ما يشاهدونه بفضل شبكة الأنترنت، والتفتّح الإعلامي، وما وصل إليه السمعي البصري في أرجاء القرية الصغيرة !!

ملاحظة: يعدّ هذا المقال، تحليليا محض، غير منحاز لأيّ طرف من قضيّة "كلاش"، لذلك تفادى ذكر الأسماء، والإشارة إليها، أو الدّخول في تفاصيل هذه القضيّة.

 

من نفس القسم فـنون وثـقافـة