عبد الرحمان عية "للمصدر": قانون مالية 2018 أصعب قانون منذ الاستقلال

الجزائر / حاورته: رانيا عبدون  يرى الخبير الاقتصادي عبد الرحمان عية، أن قانون المالية لسنة 2018 هو أصعب قانون منذ الاستقلال، والمواطن لا يمكن له إدراك حجم الصعوبة إلى إذا انتهى إحتياطي الصرف، الذي بدأ يتأكل تدريجيا، وعلى الدولة إيجاد بدائل حقيقية عوض طبع النقود

- في الاونة الأخيرة شهد البترول ارتفاع في الأسعار هل سيكون له أثر ايجابي على الاقتصاد الوطني ؟ طبعا على إعتبار أننا مرتبطون كل الارتباط بعوائد قطاع البترول بصفة عامة ضف إلى ذلك الخطأ التي تقع فيه الدولة فبدل النهوض بالاقتصاد الوطني وحسن تسيير الانتاج اختارت طبع النقود الذي يؤدي الى التضخم.

- تراجع الدينار بشكل رهيب خاصة خلال السنتين الماضيتين، كيف تفسرون هذا ؟ و هل هناك أمل لإعادة إحيائه من جديد ؟ تراجع الدينار له سببين، السبب الأول هو قيام البنك المركزي بتخفيض الدينار ففي سبتمبر سنة 2014 كان الدولار الواحد يساوي 80 دينار أما اليوم فالدولار الواحد يساوي 135 دينار أما السبب الثاني هو أننا في الاقتصاد نعتبر النقود أفضل وسيلة لتبادل السلع الأخرى بمعنى ان المنطق يقول إن كان هناك عرض لسلعة معينة فإن هذه الأخيرة ستنخفض قيمتها و بالتالي فإن الحكومة ستقوم برفع المصروف النقدي الديناري بالمقابل ستستجيب آلية السوق (العرض و الطلب) لذلك - ما هي قراءتك لقانون المالية لسنة 2018 الذي صودق عليه قبل ايام فقط ؟ هو أصعب قانون منذ الاستقلال من حيث التمويل المالي لأنه يحمل عجز قيمة 2000 مليار دينار و هذا العجز لا يقارن بعجز السنوات الماضية ففي السنوات السابقة كنا نذهب "للشحيحة" كما أشار الوزير الاول لتغطية نقائص الأزمة أما هذه السنة فسنلجأ إلى طبع النقود الذي يؤدي إلى التضخم - منذ سنة 2014 و نحن نسمع أن الجزائر مع موعد مع سنين عجاف لكن الناس تبقي الأمل و تنكر هذا ما ردكم ؟ لحد الأن لا يوجد شخص يحس حقا بخطورة الأزمة و أثارها المستقبلية إلا الاقتصاديين و بعض رجال السياسة و هذا متعلق بسببين رئيسيين أولا إلى غاية سبتمبر 2017 و الحكومة تستخدم الموارد المخبأة لديها و ثانيا أنه لا يزال احتياط الصرف قائما لدى صندوق ضبط الإرادات، فمادام الدولة تلجأ إلى إحتياطي الصرف المواطن العادي لا يدرك الأزمة المحيطة بالجزائر - لاحظنا مؤخرا زيارات العديد من السفراء و المستثمرين الأجانب إلى الجزائر مافائدة هذا على البلد؟ خاصة و نحن نعيش أزمة اقتصادية. للأسف الشديد الجزائر تضيع الصيد من يدها و المستفيد الوحيد من هذا الأمر هو فرنسا لأن الشركات و الرأس المالي الفرنسي يجيد التفاوض و يستفيد من العلاقات التاريخية لكن للأسف كما قلت سابقا نحن لم نأخذ و لم نستفيد شيء من هذا القبيل.

من نفس القسم - صحة وعلوم -