ثلاثة أيام بلياليها تحت الصقيع لأجل التسجيل في مسابقة توظيف سوناطراك !

الجزائر / آمال علي الهادفي

يستمر عشرات الشباب بولاية سكيكدة لليوم الثالث على التوالي في التهافت دون انقطاع على مقر الوكالة الوطنية للتشغيل التابعة للولاية أملا في النجاح في التسجيل في عرض العمل الذي أعلنت عنه مؤسسة سوناطراك في الأيام الماضية. ورغم الأمطار الغزيرة والجو البارد جدا بالولاية التي عرفت ضواحيها تساقطا معتبرا للثلوج، إلا أن حملة الشهادات من خريجي الجامعة ذكور وإناث يسجلون تواجدا قياسيا أمام مقر الوكالة منذ الفاتح من شهر ديسمبر؛ بل إن "حرقة" وحلم الحصول على عقد عمل دفعت بشباب المدينة المهمش والضائع والذي يعاني بطالة كبيرة بالمبيت وقضاء الليل في العراء أمام المقر كي يكون أول المسجلين في اليوم الموالي. وكانت سوناطراك ،فرع سكيكدة، قد أعلنت عن طريق الوكالة الوطنية للتشغيل في 29 نوفمبر الماضي عن تخصيص 500 منصب عمل في تخصصات: الاتصالات والهندسة المدنية، الهندسة الكهربائية، الإلكترونيك، علم نفس العمل، علم النفس العيادي اللغة الفرنسية، السكرتاريا، التربية البدنية، علوم التسيير والاقتصاد، العلوم القانونية، الميكانيك، البيتروكيمياء، الإحصاء، الوقاية والأمن الصناعي. ويعتبر هذا العرض من عروض التوظيف النادرة على مستوى الولاية (باستثناء مسابقة توظيف الأساتذة التي استفاد منها خريجو الولاية على غرار باقي أنحاء الوطن)، حيث أن سكيكدة ورغم توافرها على ميناء تجاري هام وقطب محوري لمؤسسة سوناطراك إلا أن أغلب عمليات التوظيف فيها تقوم على علاقات القرابة والمحسوبية، كما تشهد ركودا أو غيابا محيرا لمشاريع التنمية الصناعية، إذا ما استثنينا وجود بعض المؤسسات "العجوزة" وغير المنتجة المتواجدة على مستوى المنطقة الصناعية حمودي حمروش، وهي المسؤولية التي تقع على عاتق الدولة والخواص على حد سواء، خاصة وأن المال الخاص في هذه الولاية لا يميل بالاستثمار على مستواها، ما ينعكس على وضعية التنمية فيها. ويأتي الإعلان عن هذه المسابقة عن طريق الوكالة المحلية للتشغيل بعد فضيحة مسابقة التوظيف التي حدثت العام الماضي والمتعلقة بذات المؤسسة، حيث تم التنظيم لها في سرية تامة، ليتفاجأ المنظمون في موعد إجرائها بالعشرات من أبناء الولاية يحتجون على مستوى مقر إجرائها بجامعة 20 أوت 1955 ويغلقون منافذ الوصول إلى مراكز إجرائها تنديدا بما أسموه بالإقصاء المتعمد لهم.

من نفس القسم - صحة وعلوم -