زيارة ماكرون تنتهي وصفحة الماضي تستمر

الجزائر / جمال.ح

والآن قد إنتهت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، التي لم تدم سوى سبع ساعات فقط، الزيارة التي كان يعول عليها كثيرا خاصة في الشق التاريخي لطي صفحة الماضي الاستعماري، من خلال الإعتراف بجرائم فرنسا وإرجاع الأرشيف الجزائري خاصة جماجم الشهداء الموجودة في كبرى المتاحف الفرنسية. لعل أهم ماقاله ماكرون في الشق التاريخي بيد الجزائر وفرنسا خلال الندوة الصحفية التي عقدها بفندق الأوراسي، إعلانه بقرار يقضي بإعادة جماجم الثوار خلال الحقبة الاستعمارية التي كانت من أبرز المطالب الملحة من قبل الجانب الجزائري، آملا في العمل سويا من أجل التعاون لطي كل ملفات الذاكرة نهائيا. إلا أن المطلب الرئيس للجزائرين الذين كانوا ينتضرون منه الكثر خلال هذه الزيارة وهو ضرورة الاعتراف "نهائيا و علنيا" بجرائم الاستعمار الفرنسي بعد مرور 55 سنة عن استقلال الجزائر. ماكرون الذي وصف في أول زيارة له حين كان يحمل قبعة المترشح للرئاسيات، بأن مافعلته فرنسا بالجزائرين "جرائم ضد الإنسانية"، لكن زيارته هذه المرة وهو رئيس لفرنسا، جعلته يتناسى الموضوع ولم يكلف نفسه عناء التطرق إليه رغم أهميته من طرف الجزائريين الذين ينتظرون بعد مرور 55 سنة على انتهاء حرب الجزائر، الاعتراف علنيا بالجرائم التي ارتكبتها فرنسا ضد الإنسانية منذ احتلال الجزائر سنة 1830 عدم إصرار الطرف الجزائري على إفتكاك هذا المطلب من جهة، وتميز فرنسا بنزعتها المحافظة وبالافتقار إلى الشجاعة و بإحتقار الذين قامت باستغلالهم و قمعهم و تقتيلهم خلال تاريخها الاستعماري من جهة أخرى، يجعل قضية الإعتراف بجرائم التقتيل والذبح والإعدام التعسفي والتعذيب والاختفاء القصري، أثناء الحقبة الاستعمارية معلقة إلى إشعار أخر.

من نفس القسم - صحة وعلوم -