هل سيعدم ولد عبّاس في ذكرى وقف إطلاق النّار ؟!

 

الجزائر/ نهال.ش

يوم تاريخي لبطل تاريخي، والبطولة تكمن في مدى التحمّل أليس كذلك؟!

لعلّ جميع مهتمّ بالأحداث السياسية ونشاطات الأحزاب، يعلم أنّ حزب جبهة التحرير الوطني، كشف مؤخّرا عن تاريخ انعقاد اجتماع اللجنة المركزية، الذي سيصادف تاريخا ومنعرجا مهمّا في تاريخ الجزائر، الحافل بالبطولات : 19 مارس، تاريخ وقف إطلاق النّار. والكثير أيضا، يترقّب عقارب الساعة بفارغ الصبر، لتشير إلى هذا اليوم الموعود، ليس للإحتفال بالذكرى، بل للإجابة عن سؤال، حزّ في نفوسهم : هل سيكون 19 مارس، تاريخ لوقف "إطلاق الرصاص" من لسان الأمين العام للحزب، جمال ولد عبّاس، ثمّ هل ستشفع روايات البطل المغوار، الذي خلف "محرّك" العتيد قبله عمار سعداني، في بقائه على رأس الأفلان  ؟!

الجميع يتذكّر، كيف رحل سعداني، شهر أكتوبر من العام الماضي، تاركا وراءه دموع مناضلي ومناضلات الأفلان، لكن سرعان ما طمأن وملامح الثقة بادية على وجهه، على أنّ العتيد في أيادي آمنة، أيادي طبيب الأفلان، جمال ولد عبّاس، هذا الأخير الذي لم يتمالك نفسه، منذ أولى دقائقه على رأس الأمانة للحزب، وفي أوّل تصريح له، أعطى للرئيس عبد العزيز بوتفليقة صوته، لعهدة خامسة، كانت هذه خرجته الأولى عند تنصيبه أمينا عاما، وليست الأخيرة، ففي ظرف سنة فقط، صار ولد عباس شخصية مثيرة للجدل، حين نافس الأبطال والشخصيات، في لقب المغوار، كما تخطى القارات، ووُجد في جميع المحافل والأحداث التاريخية، ما أثار حفيظة مناضلي الحزب تارة، والشخصيات الوطنية تارة أخرى، إلى رؤساء الأحزاب الموالية والمعارضة على حدّ سواء.

وبالعودة دائما، إلى شخص عمار سعداني، الأمين العام الأسبق للحزب، فقد أعطى الرّجل، دفعا قوّيا للأفلان، بعد سلسلة النّكبات التي طالت العتيد، لكن سرعان ما سقطت كلّ أعماله وأقواله في الماء، منذ تولّي ولد عباس الأمانة العامة، بخرجاته الغريبة من جهة، وخطاباته الضعيفة من جهة أخرى، إلى رواياته الغير منطقية، في أولى مهمّاته في الحزب، والحملة الإنتخابية التي سبقت تشريعيات ماي الماضي، عندما زيّن تصريحاته في مختلف التجمّعات الشعبية التي نُظّمت عبر كافة القطر الوطني، بحكايات ألف ليلة وليلة، وقصصه حول الإعدام والجهاد، ونكت وإن أضحكت البعض، أبكت الفئة الأكبر من الأفلانيين ورجال السياسة، خاصة وأنها خلّفت خسارة كبيرة للعتيد، في انتخابات المجلس الشعبي الوطني.

ليس هذا فحسب، بل واصل جمال ولد عباس، خرجاته الغريبة، خاصّة قبل الإعلان عن قوائم الترشيحات للإنتخابات المحلية المنصرمة، ما جعل مناضلي الأفلان، يفتحون النار عليه، ويطالبون بتعجيل رحيله، حين أقصوا منها، ووجدوا مكانهم، دخلاء على الحزب، ومسبوقين قضائيين، دون وضع حدّ لهم، أمّا خطابات الرّجل فحدّث ولا حرج، فكان لـ "ميركل"، الحصة الأسد منها، وأحداث أم درمان ورأس الرّجل، وكذا فياضات باب الواد وزلزال بومرداس الحصّة الاخرى، الأمر الذّي عجّل حسب متتبعين، بعودة سعداني وبلخادم، ووزارء سابقين وأسبقين، إلى الأضواء، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خلال التجمعات الشعبية التي سبقت الحملة الإنتخابية.

وبين هذا وذاك، والخلفيات التي ذكرت أعلاه، يرى متتبعون، أن أيام جمال ولد عبّاس، صارت معدودة، من على رأس العتيد، خاصّة وأن المرحلة المقبلة، لا تقبل أي انجراف أوانحراف، فالرئاسيات موعد ومنعرج مهمّ في البلاد، وروايات طبيب الأفلان، لن تسمن ولن تغن من جوع، فلا رأس الرّجل ولا اختراعاته، ستعود بالفائدة على سنة 2019، وعليه يرجّح أن يتمّ "إعدام" الأمين العام الحالي لجبهة التحرير الوطني، في ذكرى وقف إطلاق النّار، كيف لا وإنجازات الرّجل في الحزب، لم تكن سوى، حروف وجُمل لا غير. فحسب ملاحظين، اجتماع اللجنة المركزية للأفلان، شهر مارس المقبل، لن يكون مجرّد اجتماع عادي فحسب، بل اجتماع مصيري في تاريخ هذا الحزب العتيد.

 

من نفس القسم - صحة وعلوم -