هكذا "يراوغ" الوزراء هذه الأيام للحفاظ على حقائبهم الوزارية !!

الجزائر/ جمال.ح

بعد أن سرّبت العديد من وسائل الإعلام، على رأسها "المصدر"، خبر تعديل حكومي وشيك، خلال الأيام القليلة القادمة، سارع الكثير من الوزراء لإبراز عضلاتهم، والتشمير عن سواعدهم، يكدّون ويتنافسون في عملهم، من أجل إبانة محاسنهم وكأنّهم يوجّهون، رسالة مفادها: "أنا وزير إذن أنا موجود"، لينالوا رضا من لهم الصلاحية في تعيين وتغيير الوزراء. لاحظ العديد من المتتبعين للنشاط الوزاري في الأيام الأخيرة الماضية، حركة غير معهودة، لعدد من وزراء "أحمد اويحيى"، الذين غيروا في طريقة عملهم وتواصلهم مع المواطن، فمثلا وزير الشؤون الدينية "محمد عيسى"، أصبح وزيرا رقميا، بعدما كان تقليديا، إذ أصبح يستعمل تقنية البث المباشر لنشاطاته عبر صفحات التواصل الإجتماعي، في مبادرة هي الأولى من نوعها في خرجاته، وهو الذي حرّم من قبل، على العديد من ممثلي وسائل الإعلام من مرافقته في بعض خرجاته الرسمية، كما منع ممثلي بعض وسائل الإعلام من مرافقة الحجاج خلال الموسم المنصرم لتغطية مناسك الحج ونقل انشغالات الحجاج الجزائريين مثلما تعودوا عليه سابقا. وزير الصناعة والمناجم "يوسف يوسفي" خليفة "بدة محجوب"، خلال الصائفة الماضية، هو الآخر يحاول الظهور في صورة الوزير البطل، من خلال تكثيف خرجاته الميدانية وتعامله مع وسائل الإعلام واتخاذه لعديد الإجراءات الخاصة بالإستثمار ودعمه للرجل الأول على رأس "الافسيو" علي حداد من خلال الصورة التي يسوقها، وهو إلى جانبه في مختلف نشاطاته، كل هذه النشاطات المكثفة لم نعهدها في السابق عندما كان الرجل على رأس وزارة الطاقة والمناجم على مرتين، فنسي البعض اسمه آنذاك، فهل ستشفع له نشاطاته بالبقاء ضمن الطاقم المقبل ؟ وزير آخر، أصبح إسمه هذه الأيام متداولا، على كل صفحات الجرائد ومعظم شاشات التلفزيون، هو وزير السكن والعمران عبد الوحيد طمار، الذي جاء من ولاية مستغانم، خلال التغيير الحكومي الأخير، طمار الذي لاحظ الكثير كيف شرع في مهامه الوزارية بتحفظ كبير، ولم ينتقد كثيرا عمل الوزراء الذين سبقوه، إلا أن الأيام الأخيرة تؤكد أن كل شيء لم يكن على صواب في وزارة السكن، فالوزير الهادئ كما لقبه الكثير تحول إلى مضطرب في الأيام الأخيرة وبدأ في زبر الكثير من الرؤوس التي قال بأنها قد أينعت ووجب قطفها للنهوض بقطاع السكن، وهو ماحصل للمدير العام لوكالة عدل وبعض المدراء الولائيين، طريقة الوزير تمار تؤكد بان الرجل يريد التحالف مع الحقيبة الوزارية عن طريق التكثيف من العمل والخرجات وإتخاذ بعض القرارت التي تبدو للبعض غير مناسبة، فهل ستشفع سياسة طمار لبقائه في الحكومة، أم أن اسمه فصل فيه وما هي إلا أيام ويصطدم بالمفاجأة ؟ لا شك أن هناك إنجازات قدمها بعض الوزراء كما فشل البعض الآخر، ولكنها لا ترقى لطموح المواطن قياساً بما تملكه الجزائر من موارد مالية وطبيعية، تحتم على أي وزير مهما كان القطاع الذي يشرف عليه بتقديم الأفضل.

من نفس القسم - صحة وعلوم -