بين المؤيد والمعارض.. جدل تحطيم تمثال عين الفوارة يتواصل !

الجزائر/ نادية .ب

لا تزال حادثة تخريب تمثال عين الفوارة بولاية سطيف تصنع الجدل على مواقع التواصل الإجتماعي، بل خلفت هذه الواقعة نقاشا محتدما وسط الناشطين الذين إختلفوا بين  التأييد والرفض لما أقدم عليه الرجل عن طريق تحطيم التمثال بالمطرقة.

وتم تداول مقاطع الفيديو لرجل ملتح يرتدي قميصا أبيض اللون وهو يحطم التمثال بمطرقة على نطاق واسع جدا، وذهب فريق إلى تأييد هذا الفعل ووصفه بـ"الشجاع". فمن منظورهم، التمثال يعتبر إهانة لسطيف وليس رمزا مشرفا للولاية.

وعلى حد تعليقاتهم فإنه كان على السلطات العمومية نزع ذلك التمثال قبل سنوات بسبب " صورة المرأة العارية" التي قام بنحتها الفرنسي فرانسيس سان فيدال في باريس سنة 1898، أي 68  سنة بعد احتلال فرنسا للجزائر، ثم نقل إلى سطيف في 1899. وقال هؤلاء إن الرجل لم يقم إلا بواجبه  وعبر عن رفضه لذلك التمثال عن طريق تحطيمه.

ويجد المؤيدون لما أقدم عليه الرجل، معارضة في الجهة المقابلة من طرف ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا أنه من العيب أن يتم تأييد من يقوم بسياسة التهديم والتحطيم التي تعتبر أسهل حل.

وقال أحد المعلقين :" حقيقية لا أجد ما يزعج في تمثال عين الفوارة" قبل أن يصف الرجل بـ"المجرم" الذي يعاني من مشاكل نفسيه بسبب نظرته الخاطئة للأمور".

وسار معلق أخر في نفس الفلك وذكر :" للأسف لا يزال تفكير بعض الأشخاص جنسي" مشيرا إلى أن هناك أمور أهم من التمثال كان على الرجل القيام بها ".

وليست المرة الأولى التي يتعرض إليها تمثال عين الفوارة إلى التحطيم، ففي أفريل من عام 1997  تعرض إلى عملية إرهابية عن طريق تفجير قنبلة، قبل أن تتكفل السلطات المحلية بترميمه. كما تم سنة 2006 تهشيم وجه التمثال عن طريق شاب كان تحت تأثير المخدرات.

وتؤكد الروايات أن تمثال" المرأة العارية" يعبر عن محبوبة أحد الحكام الفرنسيين، لكنها فضلت الزواج من رجل أخر، وهو ما جعل الحاكم يأمر بنحتها ووضعها على منبع الماء تخليدا لحبه الذي يبقى متدفقا تماما كتدفق الماء من عين الفوارة. في حين تذهب رواية أخرى إلى التأكيد بأن المسلمين كانوا يتوضئون من العين أثناء تأديتهم للصلوات الخمس، وهو الأمر الذي أزعج الحاكم الفرنسي الذي كان يتولى تسيير ولاية سطيف إبان الاستعمار، وأمر بنحت امرأة هناك فوق عين الفوارة، لاهانة المسلمين .

ووصف  وزير الثقافة عز الدين ميهوبي التخريب الذي طال تمثال عين الفوارة بـ"السلوك الهستيري المتهور" معتبرا التمثال تحفة فنية معروفة.

وتنقل "عدد من المختصين في الترميم تابعين لديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية لتحديد حجم الضرر الذي لحق بالتمثال "وطبيعة اعتماد معايير الترميم المناسبة". وأعلن ميهوبي مباشرة التكفل "السريع" بترميم الأجزاء المتضررة لهذه التحفة.

من نفس القسم - صحة وعلوم -