التيار لا يمر بين أويحيى وبدوي.. حقيقة أم قراءات في فنجان!

الجزائر / أمال.ع

ماذا يحدث بين الوزير الأول، أحمد أويحيى، ووزير الداخلية نور الدين بدوي ..؟ سؤال بات يتردّد كثيرا على لسان سياسيين وحتى إعلاميين هذه الأيام. فالجميع لاحظ أن التيار لا يمر بين الرجلين منذ مايقارب الشهر أي عقب "الإنتخابات المحلية"، أين اتهم فيها الأرندي الذي يرأسه أويحيى، ولاة الجمهورية بمحاولة "التلاعب" بالنتائج و"ترجيح" كفة الآفلان على حساب أحزاب أخرى. ولاحظ جميع من حظر اجتماع الثلاثية، السبت الفارط، المخصص لتوقيع ميثاق الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص، غياب وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي عن حضور اللقاء، مفضلا المشاركة في نشاط نظمته الكشافة الجزائرية في نفس اليوم، بقصر المؤتمرات "عبد اللطيف رحال" بالضاحية الغربية للعاصمة، الأمر الذي طرح العديد من التساؤلات، خاصة وأن نور الدين بدوي يحمل حقيبة وزارية "سيادية" ويُعتبر دورها محوريا في أي قرار سياسي أو اقتصادي قد تتخذه الحكومة. فلا يمكن تطبيق الإجراءات المعلن عنها بدون موافقة الوالي الذي يعد الناطق باسم الحكومة في كل ولاية من ولايات الوطن.

ويعتبر تغيب بدوي، سابقة، حيث تعود الأخير على المشاركة بصفة دورية في كل اللقاءات التي إجتمعت فيها الحكومة السابقة التي قادها عبد المالك سلال، مع أرباب العمل والنقابية المركزية. وأكثر من ذلك، إدراج كلمة وزير الداخلية ضمن البرنامج، بحكم أن الولاة من يشرفون على تطبيق الخطة التي يتفق عليها المجتمعون في أخر اللقاء . وفسر مراقبون تغيب نور الدين بدوي عن حضور لقاء الثلاثية، إلى ما بات يعرف بـ"الخلاف الخفي" بينه وبين الوزير الأول أحمد أويحيى، الذي ترجمته التصريحات والتصريحات المضادة. واتهم حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يرأسه الوزير الأول أحمد أويحيى، الإدارة ممثلة في وزارة الداخلية بعدم الالتزام بالحياد والشفافية في الإنتخابات المحلية التي تم إجراءها يوم 23 نوفمبر الفارط عن طريق محاولة بعض ولاة الجمهورية توجيه أصوات الناخبين والضغط على رؤساء البلديات الجدد لدفعهم للالتحاق بالأفلان. لكن سرعان ما جاء الرد من طرف وزير الداخلية، مبرئا الولاة من الانتقادات والتهم التي طالتهم من طرف الأحزاب، ليؤكد أن الإدارة كانت حيادية والتزمت بالشفافية خلال الموعد الانتخابي.

مبنى زيغود يوسف..لمن الغلبة؟

ويجري الحديث في الكواليس وحتى قاعات التحرير عن تعديل حكومي يرتقب أن يعصف بالوزير الأول الحالي أحمد أويحيى، وبعض وزراء الحكومة.

ويستند أصحاب هذا الطرح إلى أن مهمة أويحيى على رأس مبنى زيغود يوسف تشارف على الانتهاء بالرغم من أنه لم يعين في منصبه "الجديد القديم"إلا حديثا.

ومن بين الأسماء التي تُطرح لخلافة الوزير الأول أحمد أويحيى، نور الدين بدوي، الحامل لحقيبة وزارة الداخلية لما يزيد عن ثلاث سنوات. فالرجل في نظر مراقبين الأقرب لتولي هذا المنصب نظرا لعدة إعتبارات. إذ يعد من المسؤولين الذين لا يجهرون بطموحهم السياسي، كما لا يميل للتصريحات المثيرة للجدل ولا للقرارات الشعبوية والارتجالية. كما أنه يحرص في كل مرة الوقوف على بعد مسافة واحدة من الجميع. فهو رجل إدارة، تكنوقراطي، مسالم، ولو أن البعض يؤكد أنه مقرب من رئاسة الجمهورية، وتربطه علاقة بشقيق الرئيس ناصر الذي سبق وأن اشتغل معه عندما كان وزيرا للتكوين المهني قبل أن يُعين في منصب وزير للداخلية والجماعات المحلية خلفا للطيب بلعيز.

فهل بدأ أحمد أويحيى يستشعر الخطورة على منصبه كوزير أول، ولهذا مر إلى مرحلة الهجوم دفاعا عن نفسه، أم أن كل ما يقال عن خلافه مع بدوي مجرد قراءات في فنجان فقط، ولو أن الرسائل المشفرة المتبادلة مؤخرا بين الطرفين تعاكس ذلك تماما؟.

ر الداخلية، مبرئا الولاة من الانتقادات والتهم التي طالتهم من طرف الأحزاب، ليؤكد أن الإدارة كانت حيادية والتزمت بالشفافية خلال الموعد الانتخابي.

من نفس القسم - صحة وعلوم -