الأطباء.. وسياسة القزول !

الجزائر/نادية.ب

تفاعل عدد كبير من الجزائريين مع صورة الأطباء ووجوههم ملطخة بالدماء بعد ضربهم بـ"القزول" من طرف بعض رجال الأمن، وهم يطالبون بحقوقهم المشروعة في مسيرة سليمة تم تنظيمها بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا.

قبل أن يخرج الأطباء المقيمين إلى الشارع كانت هناك عدة مفاوضات ودعوات للحوار رفعوها للوزارة الوصية "الصحة" لكن الأخيرة لم تتجاوب مع هذه الدعوات ومارست سياسة "الطرشان" ظنا منها أن هؤلاء سيملون من التنديد والاستنكار والطلب.. ويعودون إلى مناصب عملهم في اليوم الموالي.

لكن بعدما وقع ما وقع اليوم من عنف واعتقالات وضرب للأطباء جعل الجميع يتساءل كيف، لماذا و ماذا بعد ؟. الأمر ليس بالهين أن يتعرض طبيب للضرب بالعصا ويلطخ مئزره بالدم في الشارع وأمام الملأ بطريقة مهينة... فكيف وصلنا، أو بالأحرى كيف وصل الطبيب الذي يعتبر مفخرة المجتمع بالنظر إلى مهامه النبيلة التي يقدمها إلى مرحلة يُداس فيها بعدما كان يعتبر خطا أحمرا؟.

الجواب قد يكون سهلا وبسيطا، ويقول كثير منا أن ما حدث "حقرة" و"إحتقار" لكن الأكيد أن الأمر ليس بهذه البساطة والمشكل أكبر من ذلك، حقيقة وصلنا إلى قمة الإنحطاط وفقَدّ كل شيء قيمته ، ليس الطبيب وحده فقط.. فقبله ضُرب الأستاذ والمتقاعد والعامل والتلميذ ...؟ للأسف فشلنا كمجتمع وسلطة ونخب وأحزاب ونقابات.. في انتهاج سياسة حوار تخرج الجميع راض ومبتسم وإتجهنا نحو تبني حل واحد ووحيد هو "القزول" وفي هذه الحالة ستكون النتيجة ظاهرة للعيان ولن تصلح الأمور بل ستزداد سوءا على ما هي عليه اليوم فالسلطة تنظر إلى الشعب على أنه "غاشي" ولا يفهم إلا بالعصا والشعب من جهته يعتبر السلطة مجرد أداة لممارسة الحقرة والبلطجة !!.

من نفس القسم - صحة وعلوم -