أين كانت الأحزاب السياسية قبل أن يقع "الفاس على الرّاس" ؟!

 

الجزائر/ نهال.ش

سارعت بعض الأحزاب السياسية في الجزائر منذ أمس إلى اليوم، في إصدار بيانات اختلفت عناوينها، من تنديدية رافضة، إلى استنكارية مندّدة أيضا، والسبب احتجاج الأطبّاء المقيمين، الذي تواصل واستمرّ لعدّة أسابيع، قبل حتّى الإنتخابات المحليّة الماضية، إنتخابات لم تحمل في طيّاتها مع ذلك، ولو تلميحا أو تعقيبا لملفّ وقضيّة أصحاب المآزر البيضاء.

حدث ما حدث يوم أمس، مظاهرات لا رابح فيها ولا فائز، سوى بعض من الأحزاب التي هرولت، لركوب الموجة، وأصبحت معظمها "معزّية"، مدامت الفرصة سانحة، داعية ومناشدة وملحّة، على السلطات العليا في البلاد، لفتح أبواب الحوار تارة وإعطاء الأطباء حقوقهم تارة آخرى، دون أن تطرح السّؤال : أين كنتُ قبل أن "يسقط الفاس على الراس" ؟! .

هو حال معظم التيارات السياسية في الجزائر، يركبون الموجة متى سمحت الفرصة، ليصدروا كلاما، من قاموس خطاباتهم التي أكل منها الدّهر وشبع، على شكل بيانات صحفية، لكن طبعا، بعد فوات الأوان، ولعلّ قضيّة الأساتذة المتعاقدين وغيرها من القضايا إلى غاية الأطباء المقيمين، لخير دليل على ذلك. فمتى تقدّم الأحزاب حلولا جادّة، وتهتمّ بقضايا الأمّة كما هو منصوص في مفهوم "الحزب السياسي"، وليس أن تجعل من الأمّة موجة تركبها كلّما مرّت الفرص من أمام أنوفهم ؟!

 

من نفس القسم - صحة وعلوم -