الخبير الإقتصادي حميد علوان لـ"المصدر": الثلاثية أصبحت ثنائية، وتغيير صورة الإقتصاد أولى من تغيير صورة الحيوانات الموجودة في العملة

حاورته: رانيا.ع                                                     

يعتبر حميد علوان الخبير الاقتصادي أن لقاء الثلاثية هو مجرد تبادل وجهات الآراء بدون أي فعالية، مضيفا أن المواطن فقد الثقة الكاملة  في الأنظمة الاقتصادية غير المستقرة و التي أصبحت محل استنفار العديد من المنتجين و المستثمرين، كما أكد فقدان الجزائر لمكاتب صرف التي تفضح القيمة الحقيقية للعملة في السوق الموازية.

كيف ستؤثر زيادات قانون مالية 2018 على القدرة الشرائية للمواطن وهل يمكن القول أن أغلبية الشعب سينضم إلى الطبقة الفقيرة؟ 

بكل صراحة أظن أن الزيادات في قانون مالية 2018 ما هي إلا زيادات طفيفة لا تقارن مع زيادات البلدان المجاورة، لكن الإشكال موجود في آلة الإنتاج المعطلة منذ فترة طويلة، فكل شيء مستورد من العملة الصعبة، و أغلبية المنتجات المستوردة توقفت بفعل الزيادة في الأسعار، وبالتالي هنا يتضح لنا أن قيمة العملة أو الدينار الجزائري في تدهور كبير، مما أدى إلى مس الطبقة الهشة من المجتمع الجزائري والتأثير سلبا عليها، زيادة على ذلك إعلان الحكومة على طبع النقود المؤدية إلى التضخم والذي بدوره يمهد السبيل إلى ارتفاع أسعار السلع.

في رأيك ما هي أهم الأسباب التي دفعت بالحكومة إلى وضع هذه الزيادات؟

الحكومة الآن تقوم بعملية حسابية بحتة، فبسبب العجز القائم في ميزان المدفوعات والخزينة العمومية و تفاقم الإرادات آو النفقات، تقوم الدولة بإمتصاص كتلة نقدية من جيب المواطن و من السوق المحلية وعوض القيام بالتمويل البنكي مثل ما هو عليه الوضع في الدول المتقدمة، تلجأ الدولة للأسف الى الأسواق المحلية.

هناك من يقول أن الجزائر هي البلد الوحيد الذي لا يحتوي على مكاتب صرف ما هو تعليقك؟

بالتأكيد، لأن الحكومة لو قامت بهذا الأمر سوف تظهر قيمة العملة و تباع بسعرها الحقيقي في السوق الموازية التي تقودها إلى التدهور الكبير

ما تعليقك حول لقاء الثلاثية و ما هو الشيء المخفي في الاتفاقية حسب رأيك؟              

شخصيا أناديها بالثنائية لأنها تتضمن الشريك الاقتصادي ورجال الأعمال فقط، و كلاهما يدافع على حقوق عمالهم و على مصالحهم الشخصية، و هو لقاء جد عادي كباقي لقاءاتهم الفاقدة للصلاحيات بالتالي لا يجب تشبيهها بخاتم سيدنا سليمان، ولا يجب حجب الحقيقة التي تدل على فقدان المواطن الثقة الكاملة بالأنظمة الاقتصادية المتداولة و بالعملة الصعبة، أما المنتج او المستثمر فقد أصبح يبتعد عن هذه البلدان او القارات  التي رسمت بيدها سياسة اللاإستقرار فيما يخص اقتصادها ولكي نقدم العلاج لهذا القطاع وجب علينا خوصصة المؤسسات الاقتصادية وتحقيق الشفافية فيما يخص القرارات المتغيرة.

تعتزم الحكومة تغيير صور الحيوانات الموجودة على الأوراق النقدية ما مدى تأثير هذا التغيير على سياسيتنا النقدية وفائدتها على الاقتصاد الوطني؟

المسالة ليست مسألة عملة فقط بل تغيير الاقتصاد بأكمله، نعم صحيح أن العملة هي الصورة الأخرى لقوة الاقتصاد لكن تغييرها ممكن ان يحقق تحسنا فقط ان كان بهدف استقطاب الأموال من السوق السوداء و صبها في فائدة الخزينة العمومية، و إدارة الضرائب لكن حذاري التلاعب بقيمة العملة فهذا يعتبر جريمة التهرب الضريبي.

من نفس القسم - صحة وعلوم -