"يناير" من أسطورة العجوز.. إلى يوم وطني مدفوع الأجر !

الجزائر / أحلام حلامي

يحتفل الجزائريون عامة، والأمازيغ خاصة، برأس السنة  الأمازيغية، أو ما يعرف بيناير، الجمعة المقبل، لكن هذه السنة، الإحتفال له طابع خاص آخر، بعد أن أصبح يوم وطني مدفوع الأجر، فماهو يناير وكيف يحتفل به الجزائريون ؟

أسطورة المرأة العجوز !

حسب المعتقدات الأمازيغية، فقد استهانت امرأة عجوز بقوى الطبيعة فاغترت بنفسها وصارت ترجع صمودها ضد الشتاء القاسية ولم تشكر السماء فغضب يناير، وطلب من فيفري أن يقرضه يوما حتى يعاقب العجوز على جحودها، وإلى يومنا هذا يستحضر بعض الأمازيغ يوم العجوز ويعتبرون يومها يوم حيطة وحذر، ويفضل عدم الخروج للرعي مخافة عاصفة شديدة.

الاحتفال بيناير في منطقة القبائل والأوراس وحتى غير "الأمازيغ"

تعود المناسبة لتحيى بمنطقة القبائل ككل عام، ليصرّ السكان على الإحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة، في جو من التفاؤل والغبطة من خلال طقوس تختلف من جهة إلى أخرى، ومن منطقة إلى منطقة.

فبمنطقة الأوراس تصر الكثير من النسوة بأعالي قرى و مداشر ولاية باتنة النائية على استحضار العادات والتقاليد التي تصاحب إحياء عيد يناير أو ينار الذي يؤرخ للتقويم الأمازيغي وتعتبرنه تمسكا بأصالة الأجداد التي تم توارثها منذ آلاف السنين.

الشخشوخة .."التراز" و"التويزة" لإستقبال ينـــــاير

تستقبل العائلات القبائلية هذه المناسبة بنحر الأضاحي وذلك بتقديم "أسفل" الذي يعني الأضحية والتي تختلف من عائلة لأخرى حسب إمكانياتها، حيث نجد عادات بعض قرى القبائل قائمة على ذبح ديك عن كل رجل ودجاجة عن كل إمرأة، وديك ودجاجة معا عن كل إمرأة حامل من العائلة، في حين أن بعض القرى لا تشترط نوع الأضحية، فالمهم حسب المعتقدات السائدة في المجتمع القبائلي هو إسالة الدماء لحماية العائلة من الأمراض والعين الحسود .

أما بمنطقة الأوراس تصر الكثير من النسوة بأعالي قرى و مداشر ولاية باتنة على استحضار العادات والتقاليد التي تصاحب إحياء عيد يناير وتجد إلى حد الآن الكثيرات من الأوراسيات بمروانة و آريس وثنية العابد ومنعة وغيرها من المناطق متعة كبيرة في إحياء وفي مقدمتها إعداد طبق الشخشوخة (أو الثريد كما يعرف بمناطق أخرى من الوطن) والذي يحضر بلحم الغنم أو البقر وتتناوله في هذه المناسبة النساء دون الرجال.

يناير من قصة خرافية إلى يوم وطني

إذن هكذا تحوّلت أسطورة العجوز، والإحتفال بيناير، كعادات وتقاليد، إلى يوم وطني مدفوع الأجر، بعدّ أن تمّ ترسيمه مؤخّرا.

فكل عام والأمازيغ بخير .. وعيد سعيد .. أسقاس أمقاس !

من نفس القسم - صحة وعلوم -