في يومهم الوطني .. التجار والحرفيون يطالبون بدعم السلطات وتكثيف المعارض الوطنية

الجزائر / سارة بوطوطاو

تحتفل الجزائر اليوم، باليوم الوطني للتجار، الذي يصادف تاريخ 22 جانفي من كل سنة، إلّا أنّ الإحتفال هذا العام، جاء في ظروف مختلفة، خاصة بالنسبة للتجار، في ظلّ القوانين الجديدة التي طالت عملية الإستيراد، وكذا التقشف وسياسة ترشيد النفقات.

وللتقرّب من هذه الفئة في يومها الوطني، توجهنا إلى المعرض الحرفي المقام ببلدية الجزائر الوسطى، الذي يقيمه مجموعة من الحرفيين المختصين في صناعة الحلي الفضية و الملابس التقليدية و العسل و النوقة التلمسانية وغيرها، هذا الأخير الذي يشهد توافدا حسنا من طرف المواطنين، خاصة وأن أغلب المنتوجات متاحة للجميع نظرا لأسعارها المعقولة.

خلال جولتنا في المعرض، اشاءت الصدف أن نلتقي برئيس الفيديرالية الوطنية للحرفيين والسياحة، رضا يايسي، الذي صرّح أن الفيديرالية نظمت المعرض للحرفيين بمناسبة اليوم الوطني للتجار وبمناسبة ذكرى اضراب الثماني أيام للتجار، أين جاء الحرفيون من مختلف مناطق الوطن، بغرض تشجيع المنتوج الوطني، وتشجيع السياحة الداخلية وتعريف السياح الأجانب بالمنتوجات التقليدية الجزائرية، علما أن العديد من السفراء قاموا بزيارة هذا المعرض.

وأضاف ذات المتحدّث، أنّ الفيديرالية تساهم كذلك في تمثيل الجزائر في معارض دولية كمعرض جنيف وروما وباريس وعلى المستوى الوطني كغرداية. كما تقوم الفيديرالية بالتحضير لبرنامج تعليمي للغات و الماركتينغ  لتسهيل مهمة الحرفيين في التواصل مع السياح الاجانب.

واصلنا جولتنا في المعرض، حيث تقرّبنا من "عمي يونس" وهو رجل في متوسط العمر حرفي في صناعة السلال، أخبرنا أنّ هذا الموروث مهم جدا ومِثل هذه المعارض تعتبر مهمة للتعريف بالمنتوجات،رغم أنهم لا يتلقون أي دعم مادي من طرف الجهات المعنية، كما يأمل أن تنظم معارض في بلديات أخرى غير الجزائر الوسطى .

غير بعيد عن "عمّي يونس"، التقينا بالشاب ناصر، حرفي في إعادة إنتاج الرسومات القديمة، هذا الأخير قال أنّ الحرفي بحاجة إلى إعطاء مزيد من الأهمية لمثل هذه الصناعات عن طريق تنظيم معارض بشكل دوري ومكثف أكثر.

أما "ع.الغاني" أحد منتجي الزيوت والتين بكل أنواعه فقال أن مؤسسته المصغرة تقوم بصناعة العديد من المنتجات التقليدية كقهوة التين و شوكولاطة التين، مطالبا هم بتسهيل الحصول على الآلات ومواد التغليف.

في حين كريم صانع النوقة التلمسانية والكعك التلمساني وهو شاب في مقتبل العمر متخرج جامعي، فضّل مواصلة صنعة أجداده التي تعتبر من التقاليد المتوارثة عن حقبة الزيانيين, يرى أن هذه المعارض رغم قلتها إلا أنها تبقى مفيدة للحرفي، ويرجو تلقي المزيد من الدعم المادي لتطوير صناعته عن طريق شراء آلات كي تصبح هذه المنتجات تسوق عالميا لما لا.

ومن جهتها خالتي الزهور و هي حرفية في صناعة الألبسة التقليدية من مدينة تقرت قالت أن هذه الحرفة استعادت قيمتها بفضل هذه المعارض و بفضل نشاط بعض الجمعيات، مضيفة أنّ سفيرة النمسا شخصيا، اشترت فستان تقليدي من عندها وترغب في أن يكون هناك المزيد من مثل هذه المبادرات لتخرج هذه الحرفة من تقرت و تصل إلى باقي ولايات الوطن وبالنسبة للمواد الأولية قالت أن المواد متوفرة و كلها تصنع هنا في الجزائر.

للإشارة المعرض يستمرّ على مدار أسبوعين متتابعين.

من نفس القسم - صحة وعلوم -