تهريب.. تواطؤ.. إعدام.. حقائق مثيرة حول ملف الحرقة بالأطفال والرضّع !!

 الجزائر/ حكيمة حاج علي

عرفت ظاهرة الحرقة مؤخرا شكلا جديدا يتمثل في استغلال الأطفال الصغار والرضع خلال رحلة الموت، التي اختارها هؤلاء الشباب غير آبهين بإشراك البراءة في مخططهم الخطير، والغريب في الأمر تواطؤ الأولياء في القضية، وهو ما أعابه عليهم أهل الإختصاص الذين حملوهم مسؤولية تعريض فلذات أكبادهم للموت في عرض البحر، كما ذهب حقوقيون للمناداة بإعدام هؤلاء المجرمين على حد تعبيرهم، فيما يعتقد آخرون أن الأمر يتعلق بشبكة منظمة في تهريب البشر وخاصة الأطفال بغية المتاجرة في أعضائهم، "المصدر" اقتربت من بعض الحقوقيين وعادت بتفاصيل مثيرة حول "الحرقة بالأطفال""

عبد الرحمان عرعار: "هنالك تواطؤ من الأولياء في قضية الحرقة بالأطفال والرضع"

تأسف عبد الرحمان عرعار رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الطفل للطريقة البشعة التي يستغل بها الأطفال الصغار في الهجرة غير الشرعية، قائلا أنه أضحى يستعمل في الكثير من مخططات الكبار دون أن يكون له يد في ذلك، باعتباره طفلا لا يعي شيئا سوى اللعب، كما تطرق إلى بشاعة المناظر التي نراها يوميا على مواقع التواصل الإجتماعي، من خلال فيديوهات مصورة لهؤلاء الأبرياء الذين تشوه صورتهم دون أن تتحرك الجهات الوصية، مرجحا أن يكون هنالك تواطؤ من الأولياء أو أخذ بالقوة.

ونادى عرعار إلى ضرورة حماية الأطفال من مثل هده الممارسات، بقوله"يجب حماية الطفل ومعاقبة كل من يسبب له الألم."، حيث أكد أن الأطفال الذين يصلون إلى أوربا سيوضعون لا محالة في مراكز لحماية الطفولة ومن ثم يكونون بعيدين كل البعد عن أوليائهم، متسائلا كيف يمكن لهؤلاء المجرمين نزع طفل أو رضيع من أمه والمخاطرة به في عرض البحر وتغيير حياته وحتى ديانته إذا ما عاش وسط الأوربيين.

وقال رئيس شبكة ندى إن قانون حماية الطفل واضح، وأنهم كهيئة للدفاع عن حقوق الطفل يتابعون هذه القضايا باهتمام ويتوعدون من تسول لهم أنفسهم الإقدام على هذه الخطوة بأقصى العقوبات في حال تم القبض عليهم.

فاروق قسنطيني: غياب المتابعة القضائية في قضية الحرقة بالأطفال ساهم في انتشارها

ويرى فاروق قسنطيني رئيس الهيئة الاستشارية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن كل من يحاول استغلال القصر والأطفال في الهجرة غير الشرعية يجب أن يتابع قضائيا، لأن هذا الأمر مخالف للقانون، مؤكدا على غياب المتابعة القانونية لهذه القضايا وهو ما زاد من حدتها مؤخرا، مضيفا أنه لا يوجد أي تدابير أو اجراءات ردعية حقيقية تقف في وجه هؤلاء، وهو ما جعلهم يقدمون على هذا الفعل دون خوف من عواقبه.

ابراهيم بهلولي: الأمر يتعلق بشبكة منظمة في تهريب البشر والمتاجرة بالأعضاء

قال المحامي ابراهيم بهلولي إن قضية الحرقة بالأطفال والرضع تتعلق بشبكة منظمة تعمل على تهريب البشر والمتاجرة بأعضائهم، وبما أن أعضاء الأطفال والشباب مطلوبة بكثرة على حد قوله، تفطن هؤلاء الحراقة للأمر فقرروا تهريب الأطفال ونزع أعضائهم ثم رميهم في عرض البحر، وطمس آثار الجريمة بحجة أن الحوت هو من التهمهم.

وطالب بهلولي بمعاقبة الشخص الذي يقوم باستئجار القوارب بمبالغ طائلة للشباب حتى يودوا بأنفسهم إلى التهلكة، أما بخصوص الأشخاص الذين يغامرون بحياة الأطفال والقصر قال المحامي إنه يتعرض لنفس العقوبة التي يحاكم بها مختطفو الأطفال، داعيا إلى تطبيق عقوبة الإعدام، مؤكدا عدم معالجة هذه القضايا على مستوى المحاكم الجزائرية في ظل غياب فاعليها وهروبهم إلى الضفة الأخرى.

من نفس القسم - صحة وعلوم -