الاذاعة الدولية .. فراغ وخيبة أمل

الجزائر / إسلام.ب               

لم تعد اذاعة الجزائر الدولية التي كانت تطمح  كمشروع إعلامي  واعد لمنافسة كبريات المؤسسات الاعلامية في المنطقة، من خلال  استقلالها ببناية خاصة وتحول أقسامها الناطقة بأربع لغات ( العربية والفرنسية والاسبانية والانجليزية) إلى قنوات مستقلة بذاتها في مرحلة ثانية، لم تعد بتلك القوة التي انطلقت بها قبل قرابة 11عاما ، فقد كان الأمل معقودا كي تكون هذه الاذاعة أكبر من مجرد قناة من بين القنوات الاذاعية في الجزائر،وهي  صوت الجزائر في العالم مثلما أعلنت عن نفسها عند تأسيسها في 19مارس 2007.

لكنّ كل هذا الطموح ، تحول اليوم إلى  ذكرى من الماضي  إن لم نقل إلى كابوس  بفعل تراجع مستوى هذه الاذاعة رغم توسيع ساعات بثها ووصولها  إلى كافة مناطق الجزائر، ومع ذلك فهي اليوم لا تختلف عن بقية القنوات رغم  أنها من المفروض متخصصة في الأخبار الدولية فقط .

 تعيش إذاعة الجزائر الدولية اليوم فيما يشبه الفراغ منذ  رحيل مديرها السابق محسن سليماني والاكتفاء بتعيين مدير الأخبار مديرا لها، رغم حساسية الظرف الحالي  واستعداد البلد لإجراء انتخابات رئاسية ،وألقت هذه الحالة بظلالها على أداء الاذاعة الدولية التي دفعت بأفضل صحفييها ومذيعيها الشباب إلى قنوات عربية وأجنبية كثيرة أصبحوا فيها نجوما في الفضاء العربي.

وتسود حالة من الارتباك وحتى الخيبة مما وصلت اليه هذه القناة  وهي من أطلقت بأمر من سلطات البلاد   وبإشراف مباشر من طرف المستشار الشخصي  و وزير الخارجية حينها عبد العزيز بلخادم ، لكنها اليوم مجرد قناة وفقط  وهي من كان مطلوبا منها تغطية الحدث الدولي وتقريبه من  المستمع الجزائري .

 وقد تسبب رحيل مؤسسها ومديرها الأول محسن سليماني في جانفي الماضي إلى منصبه الجديد في جعل الدولية في وضع لا تحسد عليه ، ما يؤكد أنها بحاجة إلى إعادة هيكلة تتماشى وهويتها المخصصة في الأخبار فقط ، لأن الطريقة التي تسير بها حاليا خلقت أجواء من الاستياء نتيجة  المبالغة في إعطاء التعليمات الارتجالية و كثرة الضغوطات  واتخاذ القرارات ونقيضها لضعف التسيير.

من نفس القسم - صحة وعلوم -