الشارع الجزائري على صفيح ساخن !! .. *حمدادوش : إستقالة الحكومة ضرورية .. *حنطابلي : لا خوف على أمن الجزائر

الجزائر / حكيمة حاج علي تعيش الجزائر هذه الأيام على صفيح ساخن في ظل الإحتجاجات التي تشهدها عدة قطاعات في وقت واحد، حيث يعاني المرضى في المستشفيات منذ حوالي شهرين بعد أن قرر الأطباء المقيمين مواصلة إضرابهم المفتوح، في حين يواجه التلاميذ شبح السنة البيضاء بعد أن ضربت نقابة "الكناباست" حكم المحكمة القاضي بعدم شرعية إضرابها عرض الحائط، ولم يجد مضيفو الجوية الجزائرية حرجا في تعطيل مصالح المسافرين من خلال إلغاء كل الرحلات الداخلية والدولية لمدة يومين على فترات متقاطعة، أما متقاعدي الجيش فقرروا شل حركة الطرقات بمحاولتهم الوصول إلى العاصمة للقيام باحتجاجهم، لتطل نقابة شبه الطبي ملوحة بإضراب مفتوح بداية الشهر الداخل. وفي ظل كل هذه الإحتجاجات والإعتصامات وجد أعوان الأمن الوطني أنفسهم في مواجهة هؤلاء أمام تعنت البعض منهم وقيام البعض الآخر بالاعتداء عليهم، إلا أن فطنة ووعي رجال الشرطة حالا دون وقوع كارثة على مستوى الأمن والاستقرار الوطنيين. يوسف حنطابلي: هناك أطراف تحاول تفجير الوضع الاجتماعي قال المختص الاجتماعي يوسف حنطابلي إن هنالك أطراف وجهات معينة تحاول دفع الجزائر نحو الإنفجار الاجتماعي، مؤكدا أن هذا الأخير وحسب نظرته الإستشرافية لن يحدث، في ظل النضج السياسي الحالي وكذا الوعي لدى قوات الأمن في إحتواء الوضع قبل تفاقمه. واعتبر حنطابلي ما يحدث من احتجاجات لا تعدو سوى مطالب مهنية بحتة لا يمكن أن تقابل برد فعل عنيف، وبالرغم من محاولة بعض الأطراف استغلال الوضع بل يمكن القول أن هنالك أشخاص وراء هذه الاحتجاجات محاولة تسييسها، إلا أن هذا الشكل من المطالبة بالحقوق المهنية يعبر عن انفتاح المواطن الجزائري. واستبعد المتحدث ذاته حدوث انفجار اجتماعي قائلا أن ما يحدث يعرف في علم الاجتماع بفك الضغط، وهو بمثابة مَصْل يستخلص من روح الإحتجاج يعاد حقنه في المجتمع لإمتصاص كل الإحتجاجات التي قد تؤدي إلى الإنفجار الإجتماعي. ناصر حمدادوش:على الفاشلين في السلطة الإعتذار من الشعب والإستقالة الفورية يرى ناصر حمدادوش رئيس الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم، أن هذه الإحتجاجات هي نتيجةٌ حتميةٌ لحالة الفشل المزمن للحكومات المتعاقبة، وهي عرضٌ من أعراض الحصيلة السلبية لها، والتي بلغت 12 ألف احتجاج في السنة زمن البحبوحة المالية، وبالتالي فهي ظاهرة صحية وحراك طبيعي زمن الأزمة المالية والاقتصادية الهيكلية، إضافة إلى الإعاقة التي تعاني منها الحكومة في التعاطي الإيجابي مع هذه الإحتجاجات، والسلوك الأمني العنيف في التعامل معها، مما يزيد في تأجيجها وتنامي مساحتها الزمكانية والفئوية. واتّهم حمدادوش الحكومة بعدم أهليتها في الإصغاء لصوت الشعب المتصاعد، والتكفل بالمطالب المشروعة للعمال عن طريق الحوار والتوافق، معتبرا أنها احتجاجاتٌ فئوية وعمالية وقطاعية، وذاتُ أبعادٍ اجتماعية، ولكنها ستكون مثل كرة الثلج في نوعية المطالب وفي حجم الحراك الشعبي، مادامت الحكومة عاجزة ماليا وسياسيا في حل هذه الإشكالات المتراكمة، مضيفا بقوله:"لا نستطيع تعميم الأحكام عليها جميعا، فهي في أغلبها مطالبٌ مهنية، ولكنه لا يمكن عزل البعض منها عن صراع الأجنحة في أعلى هرم السلطة، للضغط، ولَيِّ الأذرع، وتحسين شروط التفاوض بينها حول استحقاقات قادمة.. فقد تكون بريئة في مطالبها المشروعة، ولكنها لا تخلو من توظيفٍ واستغلال من طرف جهاتٍ معنية بالتنافس الرئاسي".. فقد تتقاطع مصالح جهاتٍ عليا مع المطالب المشروعة لهذا الحراك..(بيان وزارة الدفاع يؤكد ذلك)، وأضاف  ومع ذلك فهو لا يطعن في شرعيتها، ولا يعفي الحكومة من تحمّل المسؤولية السياسية في التكفل بالاحتياجات المشروعة، وإلا فما على الفاشلين أو الفاسدين إلا الاعتذار من الشعب والاستقالة الفورية.

من نفس القسم - صحة وعلوم -