سعيد سعدي يودّع السياسة.. إفلاس رجل أم نهاية مرحلة !!

  الجزائر / نادية. ب   صعد سعيد سعدي الرئيس السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية " الارسيدي"  الى منصة إحدى قاعات فندق الهيلتون بالعاصمة التي احتضنت المؤتمر الخامس للحزب, وقال في خطاب شد الانظار إليه :" بعد انسحابي من قيادة الارسيدي سابقا أعلن اليوم انسحابي منه كمناضل" مضيفا" هذه الكلمة التي ادليها هي الاخيرة لي" . وهو ما يعني أن سعدي ودع الحياة السياسة بصفة نهائية.. فهل نحن أمام نهاية مسار رجل اثار الكثير من الجدل بسبب تصريحاته ومواقفه أم أنه اقرار بإفلاس سياسي وافتقار لمشروع مجتمع ؟. يعتبر سعيد سعدي او " صامدي" من الشخصيات التي يثير ظهورها في وسائل الاعلام أو في المناسبات السياسية ضجة كبيرة عادة ما تخلف وراءها الكثير من النقاشات,  في أغلبها كانت منتقده له لكن بالرغم من ذلك هناك متعاطفون دوما . سعدي الذي ولد سنة 1947 في بلدة اغريب بولاية تيزي وزو  والحاصل على دكتوراه في الطب العصبي والعقلي من جامعة الجزائر  كان مناضلا في جبهة القوى الاشتراكية " الافافاس" قبل أن يعلن انشقاقه ويؤسس حزبه التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية " الارسيدي" وهو الحزب الذي شارك به في الحكومة سنة 1999 ما أدى إلى انشقاق الكثير من أعضائه ونوابه قبل ان يقرر الانسحاب منها سنة 2002. ومع بداية الربيع العربي سنة 2011 قام بالعديد من المسيرات وسط العاصمة كل يوم سبت قصد ما كان يصفه بتغيير النظام والمطالبة بإصلاحات, لكن هذه المسيرات فشلت ولم يعرها الجزائريون اهتماما. لكنه خرج من تلك المسيرات بلقب جديد  وبات يطلق عليه " سعيد صامدي". وطيلة مساره لم تحمل حقيبة سعيد سعدي الكثير ولا حتى مشروع مجتمع في نظر كثيرين , حيث حصر حزبه في الدفاع عن الهوية الأمازيغية دون سواها ولو تطلب الامر  الادلاء بتصريحات مشحونة بالاضافة الى انتقاد النظام السياسي في البلاد وتحميله فشل كل السياسيات المتبعة. كما رفع راية العلمانية وحارب الإسلام السياسي في الجزائر . الامر الذي جعله في كل مرة محل هجوم من طرف معارضيه. ورغم العقود الطويلة التي قضاها سعيد سعدي في المشهد السياسي لم يصل الى تحقيق طموحاته السياسية وهو ما جعله يقرر الإنسحاب من قيادة حزبه الارسيدي في مارس 2012, ليتفرغ الى الكتابة والقاء المحاضرات.  ففي رصيده عدة مولفات أبرزها: اسكتي, التجمع بقلبنا المفتوح والجزائر الفشل المتكرر, إضافة الى الجزائر ساعة الحقيقة. ودائما ما يذهب المحللون السياسيون في تفسير  أسباب ابتعاد سعدي عن أسوار السياسة ومناوراتها وحتى كواليسها إفلاسه  في تقديم مشروع مجتمع وبرامج سياسية من شأنها  المساهمة إحداث نوع من التغيير وأن ابتعاده كان حتميا لان مرحلته حان الأوان لتجاوزها والتطلع للمستقبل الذي يبنيه جيل جديد من الشباب. لكن هذا الرأي يجد من يعارضه فالرجل حسب آخرين يبقى رجلا مثقفا له جرأة في طرح أفكاره التي يؤمن بها كما آنه قال أشياء قد يرغب البعض في قولها جهرا لكنهم من الجبن يفضلون أن تبقى سرا .

من نفس القسم - صحة وعلوم -