نايت الحسين في حوار مع "المصدر": 2017 الأفضل إطلاقا في حصيلة حوادث المرور

حاورته/ حكيمة حاج علي

كشف العميد الأول للشرطة أحمد نايت الحسين المدير العام للمركز الوطني للأمن عبر الطرقات في حواره مع "المصدر" عن إنشاء المندوبية الوطنية للأمن في الطرق، والمكلفة بوضع السياسة الوطنية للسلامة المرورية، مؤكدا أن سنة 2017 تعتبر الأفضل إطلاقا في حصيلة حوادث المرور منذ منتصف التسعينات، بالرغم من ارتفاع عدد المركبات إلى أربع أضعاف، وهو الأمر الذي كان سيتسبب في إنفجار حتمي في عدد الحوادث لولا الجهود المتواصلة لكل الفاعلين في مجال الوقاية والأمن عبر الطرقات، مشددا على ضرورة استمرار توعية السائقين للحد من إرهاب الطرقات خاصة في ظل سوء الأحوال الجوية التي تعرفها البلاد مؤخرا.

يجهل الكثيرون ماهية المركز الوطني للأمن عبر الطرقات، هلا تفضلتم بالتعريف بهذه الهيئة؟

هو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري، يتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي، أنشئ بموجب القانون 87-09 المؤرخ في فيفري 1987، (المادة رقم 24) المتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق وسلامتها وأمنها، وتم التدشين الفعلي له بتاريخ 20 أفريل 1998 تحت وصاية وزارة الداخلية والجماعات المحلية، وبصدور القانون 01-14 المؤرخ في 29 جمادى الأول عام 1422 الموافق لـ 19 أوت2001 المتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق وسلامتها وأمنها، حوّلت وصايته إلى الوزارة المكلفة بالنقل طبقاً لأحكام المادة 64 منه، لتحول وصايته من جديد إلى وزارة الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية بموجب القانون رقم 17-05 المؤرخ في 16 فيفري 2017 ( المادة 6 )،  المتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق و سلامتها و أمنها المعدل والمتمم.

ما هي أهم المهام التي يقوم بها المركز في إطار مكافحة إرهاب الطرقات؟

في إطار السياسة الوطنية للوقاية والأمن عبر الطرق تحدد مهام المركز الوطني للوقاية و الأمن عبر الطرق طبقا للمرسوم التنفيذي رقم 03-502 المؤرخ في27 ديسمبر 2003، حيث يعمل بالإتصال مع الأجهزة والمؤسسات و الهيئات التي لها نفس الغاية، على توفير العناصر الكفيلة بتحسين الوقاية و الأمن عبر الطرق واقتراحها وتطويرها، والقيام بكل الأعمال واتخاذ كل التدابير الكفيلة بترقية الوقاية والأمن عبر الطرق، ومن أهم مهامه، تنسيق أعمال مختلف المتدخلين في مجال الوقاية والأمن عبر الطرق، تأطير وتنشيط أشغال اللجان الولائية المكلفة بتنفيذ برامج الوقاية والأمن عبر الطرق التي يقررها المركز، إعداد تقارير سنوية ومتعددة السنوات تتعلق بالوقاية والأمن عبر الطرق مع القيام بدراسات وبحوث لها صلة بمهامه، تعليم القواعد الخاصة بالوقاية والأمن عبر الطرق في المؤسسات المدرسية ومراكز التكوين المتخصصة للنقل، وترقية الحركة الجمعوية في مجال الوقاية و الأمن عبر الطرق.

هل يمكنكم موافاتنا بإحصائيات حوادث المرور لعام 2017؟

تمثل حصيلة حوادث المرور الجسمانية لسنة 2017 أفضل الأرقام المسجلة في مجال السلامة المرورية منذ منتصف سنوات التسعينات، مع الإشارة إلى أن حظيرة المركبات في سنة 2017 بلغت 8.858.162 مركبة مقارنة ب 2.742.306 مركبة خلال سنة 1996، أي ما يمثل أربع أضعاف الأرقام المسجلة في سنة 1996، هذا الوضع الذي يمكن أن يؤدي في بلدان مماثلة لبلدنا، إلى حدوث انفجار حتمي في عدد الحوادث، حيث سجلنا  ما يقارب 25.038 حادث مرور جسماني خلال 2017، ما يعني إنخفاض عدد الحوادث ب 3.818 حادث مقارنة بنفس الفترة من سنة 2016، وهو الوضع الذي أثر بالإيجاب على مؤشرات السلامة المرورية على المستوى الوطني.

كما تم تسجيل إنخفاض في عدد قتلى حوادث المرور بنسبة 8.84٪ مقارنة مع سنة 2016، ما يعني نجاة ما يقارب 353 شخص من الموت بسبب هذه الحوادث، وفي نفس الوقت سجلنا تراجعا في عدد جرحى حوادث المرور بنسبة 17.54٪ أي 36287 شخص خلال سنة 2017، مقارنة ب44.007 شخص في سنة 2016 وهذا ما يعادل 7.720 جريح أقل.

بالرغم من كل الإجراءات المتخذة وكذا حملات التوعية، لازال إرهاب الطرقات يحصد المزيد من الأرواح ما الذي يجب فعله للحد من هذه الظاهرة؟

بالرغم من النتائج المتحصل عليها خلال سنة 2017، والتي تعتبر نتائج مشجعة و مثالية يعود الفضل في تحقيقها إلى الجهود المتواصلة  في مجال الوقاية و التحسيس الذي قامت به كل من الأطراف الفاعلة في مجال السلامة المرورية، إلا أن السلطات المختصة لازالت تكثف جهودها للتقليل من حوادث المرور وذلك من خلال:

تحسين شبكة الطرق ، فرض مستوى أدنى من تجهيزات الأمان في المركبات، تعميم المراقبة التقنية للمركبات وعصرنة أجهزة مراقبة حركة المرور لمصالح الأمن، وهي كلها إجراءات ساهمت في تخفيض حصيلة حوادث المرور.

كما سيتم وضع حيز الخدمة هيئة رائدة في مجال السلامة المرورية،  والمثمثلة في المندوبية الوطنية للأمن في الطرق، التي ستضطلع بمهمة وضع السياسة الوطنية للسلامة المرورية في شقها العملياتي حيز التنفيذ، كل هذه الأمور و أخرى من شأنها محاربة ظاهرة اللاأمن المروري في بلادنا.

من نفس القسم - صحة وعلوم -