الوضع تأزّم.. هل ستعجّل الإحتجاجات في مغادرة أويحيى لقصر الدكتور سعدان ؟!

الجزائر/ كنزة.خ

تعيش الجزائر، خلال هذه الأيّام حركة غير عادية، تتخلّلها سلسلة من الإضرابات والإحتجاجات وكذا الإعتصامات، طالت قطاعات حسّاسة، على غرار الصحة والتعليم بنوعيه العالي والأطوار الثلاث، في وقت فشلت فيه الوزارات المعنية، بتهدئة الأمور، بعد أن مارس المحتجون سياسة الصم البكم والعمي، والتصعيد في مطالبهم، رافضين لغة الحوار تارة، والعودة إلى مقاعد عملهم، تارة أخرى، ولم يفلح ممثلو حكومة أويحيى، حتّى في إقناع المضربين والمعتصمين، حتّى باستعمالهم الحلول الرّدعية، كالفصل من العمل مثلا.

خبراء متخوّفون وآخرون يطمئنون

وصف بعض من الخبراء ورجال الساسة، سواء على مواقع التواصل الإجتماعي، أو منابر الإعلام، الإحتجاجات التي يشهدها الشارع الجزائري اليوم، بالأعنف منذ عدّة سنين، فالجزائر حسبهم لم تعش مثل هذا السيناريو المتواصل، منذ الثمانينات إلى التسعينات، ما جعلهم متخوّفين من تأزّم الوضع، خصوصا وأنّ الجزائر تعيش أزمة إقتصادية صعبة، سبّبتها نزول أسعار النفط في السوق العالمية، نفس الأمر الذي حدث في عهد الرئيس الراحل الشادلي بن جديد.

من جهة أخرى، استبعد آخرون نظرية انفجار الشارع الجزائري، والطبقة الإجتماعية والعمالية، فحسبهم الجزائر تعيش على غرار سنوات الثمانينات، نضجا سياسيا أكبر، ووعيا لدى المواطنين، يجعل من عملية الإنفجار ضئيلة بنسبة كبيرة جدّا، خاصّة وأنّ قوات الأمن اليوم، استطاعت إحتواء الأمور لتفادي أيّ انزلاقات، خاصة في العاصمة.

من جهة أخرى ترى هذه الفئة، أنّ الدّولة الجزائرية اليوم، متفطّنة، لما يحاك ضدّها خارجيا، من خلق للبلبلة، ومحاولة زعزعة استقرار الجزائر، لخدمة مصالحها.

الوزارات تفشل وتستنجد برجال الدّين .. المحامين والبرلمانيين !

وما يزيد الطينة بلّة، هو فشل الوزارات المعنية، بفضّ الإضراب، وإخماد لهيب الشارع الجزائري، فالإجتماعات مع الشركاء الإجتماعيين والمضربين، تحوّلت إلى لقاءات تشبه إلى حدّ بعيد، لقاءات المقاهي، أين الحوار عقيم، ودون جدوى. ليذهب المسؤولون على القطاعات الوزارية، لخطّة أخرى، وهي تدخّل رجال الدين، على رأسهم الشيخ علي عيّة، والمحامين ثمّ آخرها البرلمانين بمختلف الكتل والتيارات السياسية حتى المعارضة منها، والتي لاطالما نادت بإستقالة الوزراء، الذين أثبتوا فشلهم في تسيير قطاعاتهم كما عهدوا في خطاباتهم وبياناتهم.

هل رجل المهات الصعبة لديه الحلّ أم ... ؟!

وبين من يطمئن، ومن يستبعد، بين الأئمة والساسة، ووسط مسلسل التصعيد في الإحتجاجات والإضراب، وتعنّت النقابات والأطباء بالإضافة إلى وزراء حكومة أويحيى، يضع هذا الأخير علامة استفهام كبيرة يسبقها السؤال أو المعادلة والإشكالية التالية : هل سيعجّل هذا السيناريو في رحيل الوزير الأوّل أحمد أويحيى، أم أنّ رجل المهمّات الصعبة، لديه الحل في خفض حمّى الإحتجاجات.

من نفس القسم - صحة وعلوم -