أويحيي يتوارى عن الأنظار.. غليان إجتماعي ورئاسيات على الأبواب

الجزائر/ نادية. ب

وسط غليان إجتماعي غير مسبوق وتصعيد نقابي لافتكاك مطالب يراها الاساتذة والأطباء "شرعية ".. وصراع مبكر على رئاسيات 2019 بين أجنحة السلطة بدأ يخرج للعلن,  يختفى الوزير الأول أحمد أويحيي عن الأنظار وكأنه غير مكترث بتسارع الأحداث.. فلماذا هذا السكوت المطبق من " السي أحمد" يا ترى,  هل هو تكتيك من رجل " غاضب" تعرضت كل قراراته للتصحيح من قبل الرئيس أو محيطه أم أنها تعليمات فوقية الزمته بتسير الجهاز التنفيذي من مكتبه بدون ضجيج؟.

انتظر الجميع,  أحزاب سياسية ونقابات ردة فعل رئيس الجهاز التنفيذي أحمد اويحيي, من موجة الإضرابات التي شلت عدة قطاعات حساسة كالتربية والتعليم العالي والصحة وصلت حد كسر المحتجين لحاجز الصمت وتحدى الحظر المفروض على تنظيم المسيرات في العاصمة, لكن كل هذه المستجدات لم تخرج " سي أحمد " من مكتبه واكتفى وزراءه الذين تعرف قطاعاتهم مشاكل بالتحرك نحو عقد جلسات حوار مع النقابات لكنها فشلت جميعا.

البعض فسر "غياب" خليفة عبد المجيد تبون بالضربات التي تعرض لها اويحيي من قبل رئاسة الجمهورية التي تدخلت في عدة مرات لما وصف بتصحيح قرارات اتخذها, ورسخت الانطباع و كأنه يعمل بطريقة ارتجالية ودون علم الرئيس كما قيل.  وخير مثال على ذلك تعليمة خوصصة المؤسسات التي أصدرها الرئيس عقب اتفاق الشركة المبرم بين القطاعين العام والخاص يوم 23 ديسمبر في لقاء الثلاثية.  وكذلك بالنسبة لتعليمة اعتماد مصانع تركيب السيارات التي تم حصرها في خمس علامات قبل أن تتراجع الحكومة وتعلن عن توسعتها وتحججت بكثرة الطعون.

وأضعف هذا التخبط في اتخاذ القرارات والتراجع عنها  اويحيي أمام الرأي العام الذي لا يزال يحتفظ بنظرته الخاصة لهذا الرجل نظرا لتصريحات وقرارات اتخذها في كل مرة يعين فيها رئيسا  للحكومة.

وتسربت معلومات غير مؤكدة في الأوساط الإعلامية تفيد بأن " السي أحمد" بات يتحاشى الظهور ويقلل من خرجاته الإعلامية التي تكاد تكون منعدمة منذ تعيينه خلفا لتبون شهر اوت المنصرم كتعبير عن "غضبه" من محاولات إضعافه من طرف جناح في السلطة خاصة وأن الجزائر مقبلة على انتخابات رئاسية الأكيد ان لاويحيي طموح في خوض غمارها فهو القائل:" ذا ترشح الرئيس لعهدة جديدة سأسير معه و أدعمه". وهو ما يفهم بطريقة عكسية أنه في حال لم يترشح بوتفليقة للخامسة فالأكيد أنه سيترشح بدون نقاش.

ويبدو ان الوزير الأول أحمد اويحيي "تفطن" لمحاولات زعزعته من منصبه وحرق أوراقه قبل الرئاسيات وهو ما جعله يستغل منصبه كأمين عام للتجمع الوطني الديمقراطي "الارندي" من أجل التعبير عن مواقفه وتمرير رسائله بكل طلاقة ومن دون قيود.

وكمثال تصريحاته التي أدلى بها في آخر ندوة صحفية عقدها عقب اجتماع مكتبه الوطني جانفي المنصرم عندما رد على انتقادات شكيب خليل الموجهة للحكومة ولشخصه فوصفه بناكر الجميل كما تحدث عن الحرقة ونفى وجود تحقيقات أمنية على تصريحاته التي قيل أنها سبب " الغليان الاجتماعي".

ولعل المؤكد أن أويحيي سيفعل كما فعل المرة الأخيرة وسيرد على منتقديه وموجة الاحتجاجات التي تضرب البلاد بقبعته الحزبية في ذكرى تأسيس الارندي وذلك يوم الجمعة بولاية بسكرة.

لجوء اويحي للتعبير عن مواقفه من بوابة حزبه وليس من منصبه

كوزير أول جعل قراءات خصومه تصب في أن نهايته على رأس الجهاز التنفيذي ربما باتت قريبة وعليه يحاول تحاشي المواجهة المباشرة حتى لا تسقط أسهمه في البورصة الشعبية .. قد تبدو الإجابة عن الأسئلة المطروحة سهلة ظاهريا لكن لن يكون ذلك متاحا الا بعد الاستماع لما سيقوله " السي أحمد" من عاصمة الزيبان.

من نفس القسم - صحة وعلوم -