ماذا بقي من تركة "الدا الحسين" ...الأفافاس على فوهة بركان ؟!

الجزائر / ح.د                                              يتواجد أقدم حزب معارض في الجزائر، في وضع يكاد أن ينفجر، بسبب حملة "هجرة" الاطارات واستقالاتهم التي أفرزت حالة من التغيير الجذري، بحيث لم يعد من الحزب سوى التسمية والهيكل الذي أسّسه الزعيم التاريخي، حسين آيت احمد. كانت قضية إقصاء عضو الهيئة الرئاسية، رشيد حاليت، العام الماضي، الحجر الذي تبعه سقوط العديد من أعمدة جبهة القوى الاشتراكية، لتنفجر الأزمة الكامنة داخل الحزب، بين الاتجاهات  "المهادنة" في الهيئة الرئاسية للحزب وبعض القيادات التي رفضت النهج "الإملائي" الذي تحاول الأولى فرضه على الأفافاس. وتسارعت سلسلة الإستقالات في الحزب، في سياق زمني يؤشر إلى صراع داخلي بين قيادات لا تتفق على التوجه الذي يفترض أن تسير إليه "تركة دا الحسين" بين اتجاه يمثله محند امقران شريفي وبمعيته علي العسكري وبين رشيد حاليت والقيادات الشابة التي كانت تشكل قبل 5 سنوات من اليوم محيط كريم طابو في الأمانة الوطنية، رغم  إصرار القيادة على وأد الإنبعاثات الدعائية بخصوصها والتي يسوّق لها الحزب في خطابه الرسمي، الذي ينفى وجود مشاكل في قيادة الحزب أو توجها للذهاب نحو مؤتمر استثنائي، ما يعني أن القيادة الحالية تتعامل بنوع من السلطوية لفرض نمط "الحزب الهادئ" المنضبط داخليا. لكنّ هذا الوضع لم يعد ممكنا استمراره، بسبب المانع القانوني، الذي بات يلزم الحزب انعقاد مؤتمر استثنائي بعد انسحاب ثلاثة أعضاء من الهيئة الرئاسية، تطبيقا للمادة 48 من القانون الأساسي. ويبحث اتّجاه محند امقران شريفي، عن مخارج قانونية من أجل عدم انعقاد مؤتمر استثنائي، حيث عقدت قيادة جبهة القوى الاشتراكية، نهاية الأسبوع، اجتماعا مع قانونيين من أجل ضبط الأطر القانونية، لاستمرار نشاط الحزب دون اللجوء إلى انعقاد مؤتمر استثنائي. ومعلوم أنّ الأفافاس، كان قد أجّل مؤتمره العادي، الذي كان يفترض أن ينعقد سنة 2017، وذلك بناء على الأطر القانونية للحزب التي تسمح له بتأجيله سنتين إضافيتين.

من نفس القسم - صحة وعلوم -