رئيس مصلحة الطب الشرعي بمصطفى باشا لـ"المصدر": هكذا تكشف لنا الجثة عن طريقة قتلها

حاورته: حكيمة حاج علي

كشف رشيد بلحاج رئيس مصلحة الطب الشرعي بمستشفى مصطفى باشا الجامعي في حواره "للمصدر"، أن الطب الشرعي في الجزائر قطع أشواطا متقدمة، حيث يعد الأفضل على المستوى الإفريقي والأحسن مقارنة بنظيره في دول الجوار، مؤكدا أنه يساهم بنسبة 80 بالمائة في حل لغز الجريمة وتحديد هوية المجرمين، كما كشف عن خبايا هذا النوع من الطب الذي بدأت الدولة الجزائرية مؤخرا تعير له الأهمية الكافية، وقدم تفاصيل مثيرة عن تشريح الجثث تتابعونها في هذا الحوار الشيق.

هل يمكن القول أن الطب الشرعي في الجزائر بلغ مرحلة يمكن من خلالها مقارنته بما يقدمه نظيره في البلدان الغربية؟

صراحة، لا يمكن القول أن الطب الشرعي في الجزائر وصل إلى مصاف الدول الكبرى، لكن يمكن أن نعتبره الأفضل إطلاقا على المستوى الإفريقي ويمكن القول أنه الأحسن مقارنة بدول الجوار، أما على المستوى الأوروبي فنجد أكثر البلدان تقدما فيه اسبانيا، سويسرا، المانيا ثم فرنسا، ويمكن ان نقول أن الطب الشرعي أصبحت له أهمية في بلادنا منذ 2010 حيث ظهرت الكوارث الطبيعية على غرار فيضانات باب الوادي، عزز بمخبرين للشرطة العلمية وآخر للأدلة الإجرامية، ونحن ننتهج حاليا سياسة تكوين أكبر عدد ممكن من الأطباء الشرعيين، وأشير كذلك إلى أن الطب الشرعي لم يكن معترف به من قبل لكن سيتم ذلك في قانون الصحة الجديد.

هل يساهم الطب الشرعي في الجزائر في الكشف عن المجرمين؟

طبعا، يساهم بنسبة 80 بالمائة في حل لغز الجريمة، حيث أصبح رجال الأمن يعتمدون على التشريح للتعرف على سبب الموت خاصة بعد اتباع نظام المناوبة حيث تعمل مصلحة التشريح 24 على 24 ساعة، فمثلا اليوم تم تشريح جثة شاب قتل في حي بلكور ونحن نشرح الجثة ونجيب على أسئلة عناصر الأمن حول عدد الطعنات وأماكنها، وهنا أريد الإشارة إلى أن الوقت مهم جدا في التشريح ويجب توفر ثقافة الطب الشرعي لدى كل المتدخلين.

هل يمكنكم تقديم احصائيات حول عدد الجثث التي يتم تشريحها سنويا؟

على مستوى مصلحتي حوالي 500 جثة أما على المستوى الوطني فتتراوح بين 19 ألف و20 ألف سنويا.

هل يمكن للدكتور بلحاج موافاتنا بالقرائن التي تتعرفون من خلالها على طريقة موت الشخص؟

ليس من السهل التعرف عليها إلا بعد خبرة طويلة وكذا دراسات معمقة أصبحنا نميزها بعد ذلك بحكم تجربتنا في المجال وإليك أهمها: هذا الشخص مات مخنوقا: الشخص الذي يموت مخنوقا إما معلقا بحبل أو خنق نفسه أو تم خنقه نتعرف على الطريقة من خلال الأثار الخارجية، حيث توجد أثار على مستوى الرقبة مع اختلاف شكل الأثر تحدد الطريقة. هذا الشخص مات مقتولا غرقا: نجد رئتيه مملوءتين بالمياه وكذلك أنفه، من مات بمفرده دون اعتداء يكون منسوب المياه في الرئتين كبيرا جدا ، أما من مات بعد تعرضه لاعتداء تكون كمية المياه أقل. هذا الشخص مات مسموما: اذا مات بالغاز نجد لون جثته أحمرا قاتما كما يتغير لون الاعضاء الداخلية، اما اذا مات بابتلاع الادوية فتنحصر داخل المعدة، أما بشرب المنظفات وروح الملح نجد معدته محترقة ثم نأخذ عينات البول والدم لفحصها. هكذا يتم تحديد نوع الآلة الحادة التي قتل بها الشخص: تظهر الاثار الخارجية امام العضو فمثلا طعنات في القلب تكون ظاهرة ومحيطة به وحسب شكل الجرح تحدد نوع الآلة، بالسكين يكون شكل الجرح مثل زر ملابس، اما بالقضيب الحديدي فتكون الفتحة كبيرة وغليظة. الإعتداء الجنسي المتبوع بالقتل: في هذه الحالة يتحول الطبيب الشرعي إلى طبيب أمراض النساء والتوليد حيث يعاين العضو التناسلي ويجد أثارا على مستوى الفم عند كتمان صوت الضحية وكذا بالذراعين والفخذين.

ما هي الحالات التي تستعصي على الأطباء الشرعيين؟

هي الحالات التي لا تحمل علامات عنف وهنا تحتاج التدقيق وكذا خبرة الطبيب كما تتطلب أيضا ما أشرت إليه سابقا توفر ثقافة الطب الشرعي لدى كل المتدخلين.

من نفس القسم - صحة وعلوم -