فاطمة الزهراء زرواطي  في حوار مع  المصدر : " أعشق الميدان ومستقبل الطاقات المتجددة بالجزائر في أمان وضمان"

حاورتها : كنزة خاطو كشفت  وزيرة الطاقات المتجددة والبيئة، فاطمة الزهراء زرواطي، في الجزء من الثاني من الحوار الحصري مع "المصدر" ، عن أهمّ المؤشّرات التي تضمن مستقبل الجزائر من حيث الطاقات المتجددة، مستغلّة الفرصة، لتوجيه رسالة لنشطاء البيئة عبر مواقع التواصل الإجتماعي. كما تطرّقت الوزيرة، إلى الإستثمار في الطاقة المتجددة بالجزائر، وخطّة العمل المسطّرة لآفاق 2030.   *لو نعرّج على مجال الطاقات المتجددة في الجزائر، صراحة معالي الوزيرة، هل هناك فعلا إرادة سياسية، وهل الجزائر مستعدّة لخوض التجربة ؟ حقيقة أنّا ضدّ طرح مثل هذا السؤال، فالبرنامج الوطني متواجد منذ سنة 2011، عندما تطرّق إليه رئيس الجمهورية آنذاك، ليجعله بعدها بالضّبط في سنة 2015 أولوية وطنية. وعليه الجزائر والحمد لله، لها تجربة في الطاقات المتجددة، إذ أنتجنا ما يعادل 350 ميغاواط.  ثمّ مؤشّر آخر وهو الجامعة، التي تتمثّل في أزيد من 20 جامعة، بها تخصصات في الطاقات المتجددة، أمّ المؤشّر الكبير، يتمثّل في البحث، ومركز البحث في الطاقات المتجددة، فسجّلنا أكثر من 300 باحث في المجال، لديهم اختراعات وانجازات ويشرفون على الكثير من المشاريع. إضافة إلى مراكز التكوين المهني، الموجودة بكثرة. هذا بالنسبة للمؤشرات العادية. من جهة أخرى، للجزائر قدرة كبيرة من إنتاج هذه الطاقات المختلفة على غرار الطاقة الشمسية، منها الرّيحية والحمامات، وإنتاج الطاقة من خلال النفايات، إضافة إلى  أربع شركات متخصصة في الطاقات المتجددة، متواجدة اليوم في الجزائر، والتي تصنع طاقة كبيرة جدا. لتعطي كلّ هذا المؤشرات ضمان وأمان لمستقبل الجزائر. كذلك، نرى أنّ انتاج الجزائر للطاقات المتجددة، سيتصاعد سنة بعد سنة، وهدفنا 27 بالمئة من هذه  الطاقة الجزائر، فمهمّتنا كوزارة، مساعدة سكان المناطق المعزولة، وتحسين اطارها المعيشي، خاصة في مجال البيئة والطاقات المتجددة، ويتجسّد ذلك باللوحات الشمسية. من جهة أخرى في مجال الفلاحة، وتخزين المياه بالأجهزة المتخصصة. كما نسعى إلى تسهيل عملية الإستثمار في الطاقات المتجددة، لكن نعمل على إدماج المنتوج الجزائري أوّلا بكامله. معالي الوزيرة، حسب رأيكم، متى يمكن الحديث عن تصدير الطاقات المتجددة في الجزائر ؟ مهمّتنا كوزارة، تطوير وتثمين وترقية استعمال الطاقات المتجددة، أمّا بالنسبة للتصدير، فيقع على عاتق وزارة الطاقة، المكلفة بالمشاريع الكبرى. ماذا عن الشراكات الدولية في المجال ؟      بالنسبة للطاقات المتجددة، هناك قوانين تسهيل الإستثمار في المجال، ووضع أمور تسهيلية، للمستثمر وصاحب المشروع، ووضع الآليات اللازمة لذلك. لاحظنا أنّ معالي الوزيرة، ومنذ تسلّمها الحقيبة الوزارية، لم تتوقّف يوما في المشاركة سواء في الصالونات الدولية والوطنية، أو الزيارات الميدانية، كيف كانت النتائج ؟ أظنّ أنّ الأمر عادي، لتقييم القطاع، فنريد إعطاء صورة واضحة للبيئة والطاقات المتجددة، من أجل استقطاب المواطن، ومشاركته في العملية، فقطاعنا في متناول الجميع، فجلّ المشاريع متعلّقة أساسا بالمواطن. وحضورنا المكثّف، سيتواصل على هذه الوتيرة.، كما تعلمون، أنا لست إمرأة مكاتب بل إمرأة ميدان، والقرارات تتخذ غالبا في الميدان. * ونحن في عصر التكنولوجيا ومواقع التواصل الإجتماعي، نشاهد العديد من الصفحات التي تنشط في مجال الحماية البيئة والمحيط، هل تتابع معالي الوزيرة مواقع التواصل الإجتماعية، وما هي الأهمّية التي توليها لهذا الفضاء ؟ الفضاء الأزرق فرض نفسه علينا، أنا شخصيا أتابع هذه المواقع، وأثمّن كل المبادرات مهما كان نوعها، لا أحكم عيها، فذلك تنافس في الأفكار، التي نباركها طبعا. لكن نرى أنّه على هذه المبادرات العمل وفق الأولويات. وأوجّه رسالة عبر هذا المنبر لكلّ الفاعلين على مواقع التواصل الإجتماعي : نحن بحاجة إليكم، من أجل بيئة نظيفة. فالتلوّث البيئي، ينجرّ عنه التلوث اللفظي والجسدي، بما فيه الإعتداء، والتصرفات السلبية. *أخير معالي الوزيرة، كيف ترون قطاع البيئة والطاقات المتجددة في آفاق 2030. بكلّ تفاؤل طبعا، لكنّ الصحيح : كيف سأعمل وليس كيف أراه، فالمجال مجال أفقي، يكون مع جميع القطاعات، والنتائج ستكون ثمرة تعاون الجميع، سنضع لأنفسنا سقفا وهدفا نصل إليه، فهو التزام الرئيس والدولة. هناك خطّة وعمل، والتفكير والنضج في المشاريع، سنربح من خلاله الوقت ونختصر العقبات، ونتفا الكثير من الهفوات. المسؤولية ليست سهلة، تخصّ الجميع بما فيه المجتمع المدني والمواطن، والتضامن الحكومي. شكرا معالي الوزيرة على سعة صدرك ونتمى لك التوفيق والسداد في المهام التي تقومين بها.

من نفس القسم - صحة وعلوم -