"المصدر" تأخذكم في جولة إلى "مشور" تلمسان القلعة الصامدة منذ قرون !!

[gallery ids="47247,47248,47249,47250,47251,47252,47253"] تلمسان / سارة بوطوطاو تعدّ "قلعة المشور" من المعالم التاريخية والسياحية المهمة، والجاذبة للسياح في " لؤلؤة الغرب" تلمسان.  القلعة المشور، باتت الوحيدة من أصل أربعة، بوسط المدينة، غير بعيدة عن ساحة وسط المدينة أو البلاسيتا، كما يحبذ أهل تلمسان تسميتها. "المشور"،  محوطة بجدار، كانت مخصصة للإستعمال العسكري منذ عقود، إلى أن تمت إعادة ترميمها على يد المهندس شيالي عبد الصمد، الذي قدّم لـ"المصدر" كل التفاصيل التقنية والمعلومات التاريخية حول هذا المعلم التاريخي. "المشور" تعني المكان الذي يعقد فيه السلطان، أمير المؤمنين، إجتماعاته مع وزرائه, كان محل تجمع للشعراء و العلماء كذلك. ويعود تاريخ بناء هذا الصرح التاريخي، إلى سنة 1145، في عهد أمير المرابطين يوسف بن تاشفين، حيث أقيم القصر على الموضع الذي حط فيه بن تاشفين خيمته، لدى حصاره لمدينة أغادير. وصارت القلغة، مقرا لإقامته بعد ذلك، ولغيره من الأمراء الذين توالوا بعده على غرار ياغموراسن,أبو عباس أحمد أمير الزيانيين وأبو موسى حمو الثاني و غيرهم. كان "المشور" مخصصا للإستعمال الرسمي والعسكري على مدى عقود من الزمن  حتى سنة 2002 أين تمت إعادة ترميمه وتهيئته وفتحه للزوار. أما عن هندسته، فهو مبنى على مساحة 200 على 150 متر، ويحوي أجنحة كثيرة، ومباني كانت تستعمل أغلبها لأهداف عسكرية بما فيها جناح إقامة الملك ذي المدخل الواسع، المزود بباب خشبية مزينة، فوقها قوس يعبر في الأساس عن الهوية الإسلامية مزود بزخارف متقنة. فور الدخول نجد مساحة بها نافورة مياه, وأبواب غرف مصفوفة الواحدة تلو الأخرى, مع ممر واسع  أرضيته من الزليج, وتقابلنا أعمدة مزخرفة تشكل أقواسا تطل على نافورة الماء والمصب. أسوار "المشور" مزينة نصفها بالفسيفساء، محاطة أطرافها بزخرفة إسلامية، تتردّد فيها كلمة واحدة "العز القائم بالله,الملك القائم بالله". ونجد في الغرف كذلك أن السقف مزين بالألوان على الطريقة الإسلامية, ونجد نفس الزخرفة تتكرر في كل الغرف بالقصر.  فور الخروج من القصر نجد ساحة ذات أرضية حجرية وأشجارا، وفي الجهة الخلفية للقصر نجد مخزن الذخيرة يطل مباشرة على فضاء كان يستعمل في السابق كمسرح. و تترامى على أطرافه المنازل الخاصة التي كانت تستعمل لإستقبال الأمراء والوفود الأجنبية، كما أن به سجنا كان يستعمل لإعتقال أسرى الحروب في ذلك الوقت. و يحوي القصر جزء مخصص للجامع الذي تحوّل اليوم إلى متحف لمخطوطات أثرية وبقايا حجرية من القصر نفسه ومعالم أخرى بالمدينة, الذي حوله الإستعمار الفرنسي إلى كنيسة، بعد أن غيّر مخارجه الأصلية. القصر محاط كذلك، بأسوار وأدراج واحد منها يقود إلى سطح يطل مباشرة على كل المدينة بحيث يمكننا من أن نراها من كل الجهات. "قلعة المشور" هي جزء لا يتجزأ من أصالتنا,تراثنا,تاريخنا,ثقافتنا وهويتنا، التي بقيت صامدة وشاهدة على أحداث ومراحل عديدة مرت بها الجزائر، لذا فهي تحتاج فعلا للإهتمام،  للحفاظ عليها و على غيرها من المعالم الأثرية سواء بتلمسان أو غيرها من ولايات وطننا الحبيب.

من نفس القسم - صحة وعلوم -