"لا تكليف الا بمقدور".. هذا هو رأي الشرع في حملات المقاطعة

الجزائر/ب.سارة

بعد الحملة التي أطلقت منذ أيام معدودة لمقاطعة السيارات وكل المنتجات المبالغ في اثمانها ارتأينا ان نأخذ رأي الدين حول حملات المقاطعة، ابعادها و هل هي جائزة شرعا.

وفي هذا الصدد قال رئيس التنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف الشيخ جلول حجيمي، في تصريح لـ"المصدر" بأن الدين الاسلامي مبني على قاعدة " لا ضرر ولا ضرار ولا افراط ولا تفريط "، بمعنى أن المطالبة بتحسين الأوضاع في الاطار السلمي الحضاري مقبول وفي الإطار الذي فيه ضرر ليس مقبول، علما ان الاحتكار والمضاربة امور منهي عليها في الشريعة و على الانسان ان يسترزق في الاطر السمحة و العادية.

و اعتبر حجيمي ان الزيادة في الاسعار يعتبر غشا والغش ممنوع مهما كان نوعه معنوي او مادي او سياسي،فالمفروض-حسبه- في هذه الحالة ان تقوم مؤسسات الدولة بالمهام المنوطة بها اي الرقابة حتى تكون هناك عدالة في المجتمع.

من جهته اوضح المستشار السابق بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف عدة فلاحي بأن الدعوة الى المقاطعة تدخل من الناحية الدينية في مصب الموعظة و هي غير كافية و لن تحل المشكل من اساسه.

ووجه الشيخ فلاحي رسالة الى التجار حيث نهاهم عن الجشع لأنه منهي عنه في الشريعة و هناك قاعدة فقهية تنهى عن استغلال الانسان لاخيه الانسان، فالتاجر حين يبيع سلعة أغلى من ثمنها فهو يستغل أخاه المسلم.

وأكد فلاحي ان التفريج على الناس يعتبر من اكبر المقربات الى الله تعالى، و يعني بذلك تسهيل ظروف الحياة والمال الذي يحصلون عليه باستغلال حاجة غيرهم لا يضع الله فيه بركة، كما دعى المواطنين للتمسك بقاعدة فقهية تنص على انه "لا تكليف الا بمقدور" فمن لا يستطيع شراء اي سلعة فلا يشتري و يكلف نفسه فوق طاقتها، ما يعني بالنتيجة ضرورة التحلي بالوعي، القناعة، الايمان بتفاوت اقسام البشر، و خلص في الاخير بالقول ان كل هذه الضغوطات و المشاكل التي نعيشها هي سبب تراجع في منسوب السعادة في المجتمع.

من نفس القسم - صحة وعلوم -