الأخطاء السبعة لولد عباس.. الأفلان إلى أين ؟!

الجزائر/ محمد حميان

لم يعد يخفى لا على العام ولا الخاص بأن ما يعيشه الحزب "العتيد" اليوم بقيادة الأمين العام جمال ولد عباس يعد سابقة في تاريخه، فمنذ توليه للأمانة العامة قبل سنتين من الأن، أصبح الرجل مادة دسمة للتهكم والسخرية عبر  منصات وشبكات التواصل الإجتماعي، نظير تصرفاته الغريبة وخرجاته التي لم يعهدها مناضلو الأفلان مع أمنائهم السابقين، زيادة على تصريحاته "غير المسؤولة" في كل مرة والتي تضعه دوما في مأزق سواء أمام السلطات العليا للبلاد أو أمام الشعب.

كل الشخصيات التي تولت مقاليد الأمانة العامة للأفلان، من عهد الحزب الواحد إلى التعددية السياسية، من فترة حكم شريف مساعدية إلى عمار سعداني مرورا بالمرحوم عبد الحميد مهري وبن حمودة، بن فليس وعبد العزيز بلخادم، كلهم تداولوا على منصب الأمين العام، وعرفت مراحل إدارتهم لشؤون العتيد موجات غضب وقلاقل، الا أنهم كانوا ملتزمين ويقدسون القوانين واللوائح المنظمة للحزب، ويحترمون معايير ومواصفات التعيينات في المناصب السياسية، زيادة على إحترامهم لآجال وتواريخ عقد الإجتماعات التقييمية، التي كانت تتم خلالها مناقشة أوضاع البلاد والحزب عبر جمع أعلى هيئة بين مؤتمرين ألا وهي اللجنة المركزية، كما كانت تلك الإجتماعات فرصة للقيادة السياسية للعتيد من أجل تقييم آداءها وتجديد خطابها، وحتى معالجة الإختلالات ان وجدت.

الا أن الملاحظ، ومنذ الإستقالة المفاجئة لعمار سعداني خلال الدورة الثانية للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر العاشر منذ قرابة السنتين، وتزكية جمال ولد عباس خليفة له، دخول الحزب في دوامة كبيرة من ناحية إدارة شؤونه، تخللتها خروقات وتجاوزات وأخطاء كارثية بالجملة، أبانت عن فقدان ولد عباس لبوصلة التسيير، وهو ما يتجلى في المواقف السياسية للحزب من مختلف القضايا التي شغلت وتشغل الرأي العام، حيث أصبحت مواقفه المبكية المضحكة -حسب تعبير مناضلين- تضع اكبر وأعرق تشكيلة سياسية محل تهكم وسخرية على منصات التواصل الإجتماعي ولدى بعض المدونين، حتى وصل الأمر ببعضهم لتلقيب ولد عباس بـ"الشهيد الذي لم يمت".

سنتين من تولي وزير التضامن الوطني الاسبق، مقاليد الأمانة العامة فلا قانون إحترمه، ولا دورة للجنة المركزية عقدها، ضاربا إجبارية عقدها مرة واحدة على الأقل في كل سنة عرض الحائط.

الحزب مر بإستحقاقين إنتخابيين هامين وهما الإنتخابات التشريعية والمحلية، وتراجعت نتائجه، فلم يرى الرجل الأول فيه، حاجة لعقد دورة لأعلى هيئة بين مؤتمرين، كما أنه خرج عدة مرات ليعطي تواريخ عقد اللجنة المركزية، ولم يلتزم بها، وفي كل مرة يتحجج بحجج واهية، غير مكترث لما يعيشه حزبه من غليان كبير ومشاكل كثيرة، سواء تعلق الأمر بإجتماع أعلى هيئة او مشكلة تجديد الهياكل على مستوى القواعد، التي لم يعاد إنتخابها منذ فترة تولي عبد العزيز بلخادم تسيير الحزب، وحتى إستحداثه هياكل موازية، في خرق فاضح للقانون، وحينما يشتد  الضغط عليه، يقول الرجل، أنه ينتظر "السينيال" كما يفضل الأفلانيون تسميته، محاولا إيهام قيادات حزبه بأن رئيس الجمهورية لم يفصل في مطلبهم، وهو الأمر الذي يعتبر توريطا للرئيس في أمور لا دخل له فيها.

وكشفت مصادر حسنة الإطلاع لـ"المصدر"، أن المكتب السياسي الذي عينه الرجل مؤخرا لم يتمكن لحد اليوم من تنصيبه، لأنه لم يحظى بموافقة اللجنة المركزية، وحتى بعض أعضاءه لا يحوزون على صفة العضوية في اللجنة المركزية التي تمنحهم حق الولوج للمكتب السياسي من الناحية القانونية -تضيف مصادرنا.

هذا ويرجع مراقبون سبب تهرب ولد عباس من تحمل مسؤولياته إتجاه قيادات ومناضلي حزبه، إلى خوفه من سيناريو الإطاحة به، في حال إستدعى اللجنة المركزية للإنعقاد، لذا يواصل تسيير أكبر تشكيلة سياسية في البلاد عبر العفس على قوانين الحزب والجمهورية، فهل سينتفض أعضاء اللجنة المركزية ويصححون اخطاء ولد عباس السبعة أم أن وزارة الداخلية ستراسل الحزب، وتدعوه لإحترام القانون المنظم للأحزاب والجمعيات؟.

من نفس القسم - صحة وعلوم -