موجة الحر في الجزائر.. إقامة جبرية لسكان الجنوب وأزمة عطش في الشمال

الجزائر/نادية .ب

تستمر موجة الحر غير المسبوقة التي تضرب مناطق متفرقة من الجزائر، لتفرض الإقامة الجبرية على سكان المدن الجنوبية التي تخطت بها درجات الحرارة الـ50 درجة، في وقت أزمت الموجة من معاناة القاطنين بالولايات الشمالية بسبب جفاف الحنفيات.

وتتوالى نشريات مصالح الأرصاد الجوية ، منذ أسابيع، لتحذير المواطنين من تداعيات موجة الحر وتأثيراتها على صحتهم، مع دعواتها المتكررة بضرورة توخي الحيطة والحذر خصوصا في أوقات الذروة. ورصد "المصدر" عبر عدة ولايات، أن لفحات الحرارة فرضت حظرا للتجوال بالجنوب الجزائري، وشللاً تاما في النشاط التجاري، لتتحول المدن إلى مناطق مهجورة، بعدما أجبرت العائلات القاطنة هناك على الاستيقاظ باكرا لقضاء حاجياتها اليومية، والاختفاء عن الأنظار طيلة ساعات النهار الحارة، تحسبا للخروج ابتداء من الساعة السابعة مساء. وضع أزمته الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي نظير الاستهلاك الواسع للطاقة في أوقات الذروة التي لا يمكن مقاومتها دون تشغيل المكيفات الهوائية، وشرب قارورات باردة من المياه، من شأنها تخفيض درجة حرارة الجسم قليلا. **حلم المسابح** قساوة المناخ في الجنوب، جعل الكثير من المتضررين منه يقفون لتقيم واقع التنمية بمدنهم والتي تتغنى الحكومة ووزرائها مع كل مناسبة بأنها وصلت إلى مستويات لا يستهان بها، ويجب تثمينها بدل الاكتفاء بتوجيه الانتقادات. ولعل من بين أبسط المطالب التي يرفعها سكان المناطق الجنوبية، إنشاء مسابح تخفف من معاناتهم صيفاً، وتجنب الشباب والأطفال من الفرار إلى الأحواض المائية بحثا عن الانتعاش. وفي خطوة للفت انتباه السلطات العمومية والمحلية، يحاول شباب من عدة ولايات جنوبية، إنجاز مسابح في الرمال لعل المسؤولين في البلاد يتلقفون تلك الإشارات والرسائل المشفرة ويعطون أوامر بتجسيد تلك المشاريع من قبل السلطات المحلية، على غرار إنجاز مرشات بالطرقات، ومسابح ومراكز ترفيه اصطناعية كما هو معمول به في دول خليجية، تشهد درجات الحرارة بها ارتفاعا محسوسا طيلة السنة وبالأخص في فصل الصيف.

**تأجيل الأعراس والتعجيل بدفن الميت**

ولا يقتصر الأمر على ما تم ذكره، فالحرارة الشديدة التي تشهدها المناطق الجنوبية من بلادنا، أثرت على العادات اليومية للمواطنين، وأجبرتهم على تغيير نمط حياتهم بما يتجاوب مع قساوة الطقس. وكمثال بسيط على ذلك، فضلت عدة عائلات تأجيل مناسبات الأعراس والأفراح إلى غاية تسجيل إنخفاض في درجات الحرارة، وهو نفس الأمر بالنسبة للجنائز حيث تُفضل جل العائلات إبقاء موتاها بمصالح حفظ الجثث بالمستشفيات خوفا من الآثار التي يمكن أن تتركها الحرارة على الجثث، وبالتالي دفن أقاربهم أو جيرانهم وأحبائهم بعد العاشرة ليلا.

**شح الحنفيات**

وقد لا تختلف معاناة سكان الجنوب مع الحرارة عن تلك التي يعيشها القاطنين بالولايات الشمالية والداخلية، حتى وإن تتشابه في بعض جوانبها فقط. وتشتكي عدة بلديات منذ دخول موسم الصيف، من أزمة مياه خصوصا بالمناطق الريفية والمعزولة عن المدن، رغم تطمينات الجزائرية للمياه بضمان عدم شح الحنفيات طيلة موسم الصيف. وترصد وسائل الإعلام من فترة لأخرى، شكاوى لعشرات المواطنين نتيجة حرمانهم من التزود بخدمة المياه الصالحة للشرب، مما جعلهم يعانون الأمرين ، خصوصا مع ارتفاع درجة الحرارة.

من نفس القسم - صحة وعلوم -