"فيزا مرفوضة".. هكذا تنهب جيوب الجزائريين!!

الجزائر/ أحلام.ع

"فيزا مرفوضة".. جملة من كلمتين قد تحبط البعض وقد تكسر أحلام القفز الى الضفة الأخرى، وقد تخيب أمال بالشفاء وقد وقد، لكن الأخطر والأمر من كل ذلك أنها تسرق أموال وتستنزف جيوب، كيف ذلك؟ هذا ما سنتطرق إليه في هذا التحقيق الذي يعري جشع وكالات طلب التأشيرة لدول الإتحاد الأوروبي وفي مقدمتها بريطانيا العظمى ويكشف أطماع سفاراتها وكيف تملأ خزائنها بالدينار الجزائري دون تقديم أي خدمة بالمقابل أو حتى تبرير لسبب رفض الفيزا.

لا شك أن الكثير من طالبي التأشيرة الأوروبية قد سئموا من جمع الأموال وتقديمها على طبق من ذهب للسفارات ووكالات طلب التأشيرة ليفاجئوا بعد أيام قليلة برفض طلباتهم، ويصطدموا بواقع أن أموالهم ذهبت في مهب الريح، ناهيك عن بقاء علامة إستفهام كبيرة حول سبب رفضها تدور في أذهانهم دون الحصول على  إجابة مقنعة ورد شافي.

الملايين من الدنانير تستقبلها صناديق السفارات يوميا من قبل طالبي التأشيرة الذين يتجمعون في طوابير طويلة حاملين ملفاتهم في كف وأمالهم بالسفر الى أوروبا في الكف الأخرى، لتقبل بعدها طلبات القليل منهم وترفض الكثير دون تكبد عناء إرجاع الأموال الى أصحابها، وهو ما يتعرض له الكثيرون ممن يطلبون يوميا تأشيرة السفر الى بريطانيا العظمى بمقر وكالة tls كونتاكت، مما دفعهم الى وصف ذلك بالاحتيال المنظم والممنهج، الذي تسكت عنه السلطات الجزائرية.

وكمثال على ذلك نعرض لكم قضية مواطن قدم لايداع طلب حصوله على فيزا سياحية لمدة 6 اشهر وقام بدفع مستحقات دراسة الملف والمقدرة ب14 ألف دينار جزائري و 200 دج كمستحقات ارسال رسالة نصية لطالب التأشيرة وهو سعر اقل ما يقال عنه انه جنوني.

وبعد ذلك يتم دراسة الملف على مستوى السفارة، والكارثة التي وقف عليها فريق عمل "المصدر" انه في حالة الرفض يتم ارسال رسالة نصية بسعر خيالي لاعلامه بأن طلبه رفض دون اعطاء السبب الحقيقي للرفض وهذه فضيحة في حد ذاتها.

وقد يعتقد البعض ان مستحقات الحصول على التاشيرة عادية وفي متناول الجميع، لذا ارتأينا أن نعرض لكم اسعار عروض الحصول على الفيزا في سفارة بريطانيا، فطلب فيزا ذات أولوية يدفع صاحبها مبلغ 34 ألف دينار لدراسة ملفه في مدة لا تتجاوز 5 ايام بالنسبة لطلبات فيزا لمدة 6 اشهر، أما طلب التأشيرة لمدة سنتين فالسعر يتضاعف ليصل الى اكثر من خمس ملايين سنتيم.

وقد يعتقد البعض ان بريطانيا من الدول الكبرى في العالم وأسعارها عادية لكن عند مقارنتها باجراءات الحصول على تأشيرة سفر الى الولايات المتحدة الامريكية التي تعد من اقوى دول المعمورة نصدم لهول ما يعترض له جيب المواطن الجزائري من استنزاف. فالولايات المتحدة الأمريكية تطلب لفيزا ولمدة عامين مستحقات لا تتجاوز 16 الف دينار.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هل طالب التاشيرة لانجلترا يتعرض لعملية احتيال منظمة بتقاعس من السفارات ووكالة TLS كونتاكت وما مصير أموال التي ترفض طلبات اصحابها؟

سؤال مهم وبعملية بسيطة جدا نوضح لكم وحسب ما ادلى به لنا بعض من موظفي السفارة البريطانية بالجزائر حيث كشف لـ"المصدر" انه يتم على الاقل دراسة 100ملف اي بمداخيل تقدر ب200 مليون سنتيم يوميا لتصل الى 5ملايير شهريا اي ما يعادل ربع مليون أورو.

السؤال الملح في هذه الحالة هو مصير هذه الاموال وهل يتم تحويلها للخارج بما في ذلك مستحقات طالبي التأشيرة المرفوضة، وهل يحق للسفارة تحويل هذه الأموال ام ان الجزائري يتعرض لعملية احتيال منظمة لوكالة "تي أل أس كونتاكت" والسفارة بريئة من ممارسات الوكالة؟ من يسترجع اموال الجزائريين وهل ستتدخل السلطات الجزائرية لطلب توضيحات حول مصير هذه الأموال؟، مع العلم أن سفارة بريطانيا في الجزائر اصدرت تعليمة تنص على انه لا يوجد ضمن طاقمها في البلاد  من يشرح للمواطنين اسباب رفض طلبات الفيزا.

للإشارة عاشت الجزائر فضيحة مماثلة استدعت تدخل السفير الفرنسي بسبب تجاوزات كان بطلها قنصل تم اقالته من منصبه بسبب عمليات احتيال تعرض لها جزائريون.

من نفس القسم - صحة وعلوم -